بالنسبة لملك المغرب، ورغم الهالة التي
يحيط نفسه فيها، فهو يقوم أحياينا بتدشينات تثير السخرية والشفقة، لكن ليس عليه هو
إنما على شعبه المنبهر "بديناميكتيته". في بعض الأحيان يقوم بتدشين دار
لرعاية الإيتام وبعض الأحيان ورشة للخياطة أو مدرسة أبتدائية أو مقطع من طريق
صغير، وفي الغالب لا يقوم بالتدشين لكن يقوم فقط بإعطاء إشارة الأنطلاق..
فالذين تخدعهم الصورة، وهم من البسطاء عادة،
يظنون ان ما يقوم به الملك هو عمل كبير وجبار، وأنه فعلا يعمل ولا يستريح، لكن إذا
نظرنا إلى المردود نجد أن تلك الزيارات والتدشينات هي خدعة بصرية كبيرة ومجرد
دعاية وتخفي وراءها الكارثة.. فالتدشينات التي يشن الملك محمد السادس لا يدشنها،
لصغرها وعدم أهميتها، لا الوزير ولا حتى الوالي، ولا تستحق كل هذا العناء وهذه
الضجة التي تُثار حولها.. فمثلا إذا ذهب الملك لتدشين دار للحضانة في قرية صغيرة
تبعد عن الرباط 100 كلم، وقمنا بالحسابات نجد أن الزيارة في حد ذاتها وبروتوكلها
تكلف أكثر من ثمن المشروع بحوالي 4 مرات.. فحتى ينتقل الملك إلى تلك القرية تسبقه
عدة طائرات تحمل الخيل ورجال الأمن والمفروشات والأكل والخدم والجواري، وبالتالي
فتكلفة النقل وحدها تصل أحيانا إلى ربع مليون دولار. وليست تكاليف الزيارة التي
تقع على عاتق الشعب المغربي هي الباهضة جدا، لكن أيضا تقوم الدنيا ولا تقعد في
الولاية أو الجهة التي سيذهب إليها الملك.. يتم فرض على الجهة أن تستنفر كل ما فيها،
ويبدأ طلاء الجدران وتعبيد الطريق الذي سيمر منه الملك ويتم زرع النخيل ويظن الناس
أن القيامة قامت. كل هذا يؤكد ان الزيارات التي يقوم الملك المغربي والتدشينات هي
فقط خدعة بصرية ودعائية، والذين ينبهرون بها لا يعرفون أن ثمنها يضاف اربع مرات ثمن
ما تم تدشينه أو إعطاء الأمر بتدشينه..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء