الملك لازال غير متأكد من زيارته للعيون

في الكثير من المرات يلغي ملك المغرب زيارة كانت مبرمجة له لدولةأو لمدينة قربية، فمرة بسبب نزلة برد حتى لو كنا في الصيف، ومرة بسبب أن الزيارة تتزامن مع حفل عيد ميلاد ومرة بسبب عاصفة رملية، لكن أشهر زيارات "الغاها" ملك المغرب كانت واحدة لروسيا وواحدة للصين في العام الماضي، وهي زيارات لم تلغ إنما يبدو أن الصين وروسيا رفضتاها.

الآن يقولون أن ملك المغرب سيزور العيون المحتلة بمناسبة اربيعن سنة على ذكرى النكبة، ذكرى مسيرة الغزو الهمجي، ومنذ أيام والمخزن يسخن الطبل ويطلي ويرفع الأعلام في كل زاوية من المدينة، وينفخ أشداقه بالتطبيل والتزمير، لكن المحير أنه إلى حد الآن لم تخرج وزارة القصور الملكية الكثيرة بأي بيان يؤكد هذه الزيارة.. المشكلة أن أمرها شاع في المغرب كله، وإذا ألغاها الملك في آخر لحظة سيتم تفسير ذلك أنه ألغاها بسبب الخوف من أنتفاضة صحراوية رابضة في زاوية ما ويمكن أن تهز المدينة من أقصاها إلى اقصاها، وبالتالي يحدث للملك ما حدث لذكر طير الوز( القصة معروفة). المهم، إلى هذه اللحظة الملك وضع نفسه في ورطة، فالزيارة تم الإعلان عنها على الأقل في ابواق المخزن، والمغاربة متحفزون لها ليسجلوا "أنتصارا" على البوليساريو، لكن المشكلة التي لم يضعها المخزن في الحسبان هي أن كفة ميزان الخسارة يمكن أن ترتفع مقابل كفة الربح..

فالأمم المتحدة لا ترحب بهذه الزيارة وتعتبرها استفزازا لمشاعر الصحراويين، من جهة أخرى تعتبرها صبا للزيت على النار، ولا تريد الملك أن يقوم بها.. على واجهة أخرى، ومثلما حصل مع زيارة شارون للاقصى التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية تخشى الأمم المتحدة أن يحصل نفس الشيء في الصحراء الغربية، وهو الشيء الذي يمكن أن يضع الأمم المتحدة في مآزق خاصة في وقت تتعالى فيه الأصوات وبوضع الصحراء الغربية تحت وصاية أممية حتى يتقرر مصيرها..

حسب التقارير الصحفية المغربية ومخبراتها فإن البوليساريو قد تخرج بمفاجأة أثناء الزيارة، وتفشلها، وبدل أن يقوم الملك بالزيارة يهرب مثلما حصل مع الحسن الثاني في زيارته للعيون سن 1985م عندما خدعته إذاعة البوليساريو بالقول أن المدينة محاصرة بصواريخ سام تنتظر إقلاع الطائرة الملكية لتحطمها ففر هو في الليل.

إذن، لم يبق للملك إلا الإعلان عن هذه الزيارة ليتحمل النتائج أما التراجع عنها، تحت أي مبرر فلم يقنع أحد، وفي حالة حدوثه وهذا مستبعد، سيتم ترجمة ذلك أنه انتصار ساحق حققته البوليساريو.       

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest