على روس الاستقالة، لكن بشرف


Resultado de imagen de christopher rossتعب روس من الذهاب والإياب وتعب من الرحلات غير المجدية، ووصلإلى المرحلة الأخيرة من مهمته، وهي إما الاستقالة أو انتظار أن تقيله الظروف والمستجدات.. كما نعرف، منذ مدة وروس يقوم بعناد كبير في مهمته ويطوِّلها، خاصة بعد أن طلب منه المغرب الاستقالة وتركُ الملف، وبعد أن رفض الملك التعامل معه وحتى استقباله.. روس يعرف أنه يوجد عاملان ساعدا على إطالة مهمته وفرضه على المغرب: العامل الاول هو الرئس أوباما، الذي فرضه على المغرب بكلمة واحدة؛ والعامل الثاني هو هو نفسه لإنه عاند كي يقول للمغرب أنه ليس بالشخصية اللينة معنويا التي تطيح عند أول هزة، أو تتم رشوته بسهولة مثل فان والسوم، وأنه إذا كان سيكون له شبيه في قائمة المبعوثين الخاصين لقضية الصحراء فسيكون بيكر بكل تأكيد.
الآن، ونحن في سنة 2015م، يبدو أوباما الذي فرض بقاء روس في منصبه مثل كلينتون الذي فرض بقاء بيكر في منصبه سنة 2000م، ومثلما تمنى المغرب رحيل حزب كلينتون الديمقراطي في سنة 2000م عن الحكم ليتخلص من بيكر، يتمنى المغرب الآن رحيل حزب أوباما الديمقراطي عن الحكم ليتخلص من روس. لعبة الانتخابات الأمريكية هي مهمة في أجندة المخزن.. فعلى ما يبدو فالمغرب يفضل أن يكون الجمهوريون، أصدقاؤه التقليديون، في السلطة لإنهم يدعمونه دائما، ويخرجون رأسه من تحت الماء ومن عنق الزجاجة. وإذا كان بيكر تمت إقالته من طرف بوش الذي حاول، لاحقا، فرض مخطط الحكم الذاتي، فإن روس يمكن أن ينتظره نفس المصير لو فاز الجمهوريون في الانتخابات القادمة.. وحتى لو فاز الديمقراطيون هذه المرة، فإن كلينتون، المرأة، صديقة المغرب، إذا فازت يمكن أن يذهب روس أيضا مع الرياح..نحن هنا نتحدث عن أن دور الولايات المتحدة مهم في قضية المبعوثين الخاصين، ونعرف أنه لو لا أوباما كان روس ذهب منذ مدة..
بالنسبة لروس، الذي نظن أنه سيذهب في كل الحالات، عليه أن يقدم على خطوة سريعة وجرئية وهي تقديم الاستقالة المرفقة بالحفاظ على السمعة وعلى عزة النفس التي يتيمز بها. ف"روس" منذ طلب منه المغرب الاستقالة ورفضَ التعامل معه، وأصر هو على البقاء يكون قد ربح عدة نقاط لصالحه عند الصحراويين وأصدقائهم وعند أعضاء مجلس الأمن وعند كل الذين يؤيدون القانون الدولي.. ربح أيضا عداوة المغرب، لكن من جهة أخرى، أصبح المغرب يخشاه إذا ترك منصبه. وإذا كان بيكر قد قدم مقترحا للحل – مخطط بيكر الثاني- فإن روس، بخلافه، لم يقدم أي مقترح، وكل ما فعل هو أنه لم يتحمس لمشروع الحكم الذاتي ويعود له الفضل في تجميده في الأمم المتحدة.. الآن يبدو أن حركة الرياح بدأت تجري ضد سفينة روس المبتسم، وعليه أن يسارع إلى الاستقالة. لكن لماذا؟ لإن كل المستجدات القادمة تجري ضده:
-          بان كي مون سيرحل في السنة القادمة وبرحليه يمكن أن لا يتم تجديد الثقة في روس من طرف خلفه.
-          أوباما سيرحل في السنة القادمة، وبرحيله سيفقد روس حليفا قويا سانده حين وقف المغرب ضده.
-          إذا فازت كلينتون، المرأة، الصديقة للمغرب يمكن أن لا تقف معه.
-          إذا فاز الجمهوريون سيرحل روس حتما.    

إذن، هذه فرصة مناسبة لروس كي يرحل ويستقيل، لكن يجب ان يفعل ذلك رافعا رأسه وبشرف !! كيف؟ أن يحافظ على سمعته التي كسب خلال عمله كمبعوث شخصي في قضية الصحراء الغربية الشائكة، وأن يقدم استقالته، لكن بشرط أن تكون مرفقة بتقرير يقول فيه ان المغرب هو الذي عرقل كل المساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة. في حالة أن يستقيل ولا يفعل ذلك ستغرق سفينته وسيفشل وسيمحو كل ما قام به من عمل جيد.                      

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء