في زيارة روس الجديدة لم يتم التصريح بأي
شيء جديد مثلما كان منتظرا، والجديد الوحيد جاء من الجزائر التي استنفرت كلها قبل
مجئ روس، وأظهرت قوة كبيرة وعلنية ومن الوزن الكبير والثقيل لدعم الشعب الصحراوي:
استقبال الرئيس الجزائري ووزراء السيادة في بلده للرئيس الصحراوي، واستقبال نفس
الوزراء لروس..
تأكيد الموقف الجزائري، بقوة هذه المرة،
يمكن أن يكون سكب الماء البادر والثلج على وجه المغرب الذي بدأ يطبل مبشرا بعهد
جديد ستتخلى فيه الجزائر عن القضية الصحراوية. وحسب حسابات المغرب الخاسرة دائما، فإن
الجزائر ستدخل في أزمة إقتصادية بسبب تدهور أسعار البترول، وان هذه الأزمة وما
سيرافقها من تقشف وشد للحزام على البطن ستجعل الجزائر توقف دعمها المادي للشعب
الصحراوي، وتقبل بالأمر الواقع وهو واقع الاحتلال وتناقش مع المغرب حلا "
مرضيا" للجميع..
وإذا كان روس جاء في زيارته الروتينية هذه
وهو لا يحمل شيئا محددا، ولا يحمل مقترحا باسمه وبأوصافه وبعينيه وبأذنيه فإنه
يمكن أن يحدث مفاجأة في تقريره القادم، تقرير نهاية المهة، ويعترف ان المغرب هو
المعرقل لكل الحلول المعقولة التي توصي بها الأمم المتحدة..
على صعيد آخر فإن إنجاز روس الوحيد خلال
توليه لمهمة المبعوث الشخصي، والذي يعترف له به الجميع، خاصة المنادين بتطبيق
تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، هو أنه قتل مشروع المغرب للحكم الذاتي واقبره
بالنهاية، وبالتالي، حتى إذا ذهب روس، فإنه سيترك المغرب محصورا في زاوية ضيقة بعد
نفاذ كل أوراق لعبه التي حاولت أن تقفز على الشرعية الدولية.. إن حصر المغرب في
زاوية زنزانة ضيقة سيفرض على المجتمع الدولي أن يعود إلى المربع الأول وهو مربع
الديمقراطية الذي يمر إجباريا عبر الاستفتاء كحل وحيد لهذه القضية التي تعتبر
فضيحة المجتمع الدولي بسبب عجزه عن حلها هي القضية البسيطة التي تدخل في نطاق أختصاص
الأمم المتحدة .
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء