متأخرا عن موعده التقليدي باربع ساعات ونصف وفي جو مكهرببعد انقطاع
الكهرباء لمدة من الزمن والملك في الشارع وبعد دوي صفارات الإنذار في المدينة
وسماع رصاص وارتباك رجال المخزن خوفا من أن يكون عمل قطع الكهرباء مدبرا، وبعد
الخوف والهلع من الظلام ظهر الملك في قاعة الخطابات.. كان يعرق ويتنفس بصعوبه،
وأطل هذه المرة بلحية أتى بها من " حجه" لملاهي الهند، وكان يجر درعه
تحت الملابس، وغير قادر على الكلام.. كان الحسن الثاني والده صارما في إلقاء
الخطاب التقليدي سواء للعرش أو للمسيرة فيلقيه في الساعة الساسة، لكن هذه المرة
يبدو أن ولده لأسباب أمنية وخوف القاه على الثانية عشر تقريبا في وقت لم ينتبه
إليه أحد.. هذا الخطاب كان عبارة عن ممحاة لفظية محى بها كل "
أنتصاراته" التي أتى بها للمدينة في سنة 2006م، عندما أعلن عن الحكم الذاتي والمجلس
الاستشاري وعن مشروع البالوعات والصرف الصحفي وعن الجهوية المتقدمة.. الآن يأتي
ويلقي حطابه – بالحاء- هذا ليؤكد فشل الحكم الذاتي وفشل الجهوية وفشل "
التنمية" وفشل التدبير الداخلي والخارجي لملف الصحراء التي يحتل مخزنه..
الآن المشاريع هي خيالية وكلها معلقة في السماء. جاء في الخطاب أنه
سيتم ربط لكويرة بالمغرب بواسطة سكة حديدية.. هل يمكن أن يتم هذا إلا إذا كان في
ذهن الملك. سيتم ربط لكويرة بسكة حديدية مع طنجة هو فقط مشروع جاء من عقل مريض. وكما
أنه سيربط الصحراء بخط جوي بإفريقيا. ماذا سيفعل الصحراويون في إفريقيا؟ ترهات
لفظية لا يؤمن بها إلا ذهن مضطرب.
من جهة أخرى شدد على كلمات لا معنى لها مثل الحكم الذاتي والحكامة
الرشيدة والتنمية الشرية.؟ ما معنى التنمية البشرية؟ هل هي زراعة البشر وصناعته.
مصطلحات مثيرة للسخرية لبعدها عن الواقع وعن ما يوحي بالجدية.. خطاب من الريح
والوهم وكله كذب وكأن أفضل له لو لم يقم بهذه الشطحة التي كانت كل الدلائل أنها
فاشلة أو عمل سكران..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء