فشل كل شيء، والحل هو العودة للاستفتاء

Resultado de imagen de naciones unidasكانت قضية الصحراء الغربية، ومنذ البداية، قضية تصفية استعمار بسيطةوقضية تقرير مصير أكثر بساطة، ونظريا وتطبيقيا، حلها يعتمد على تطبيق العملية الديمقراطية البسطية التي لا تظلم أحدا: استفتاء شعبي تنظمه وتشرف عليه الأمم المتحدة يُسمح فيه لكل صحراوي بصوت. عملية بسيطة ولبساطتها لا تكلف عدة شهور لإعداد اللوائح التقنية وللتصويت.. لكن تم تعقيدها بالكثير من المماطلة واللف والدوارن، لكن في النهاية لم ينفع أي شيء من كل هذا، ويمكن أن تعود القضية الآن إلى الصفر: قضية بسيطة لتصفية الاستعمار وتقرير المصير تشرف عليها الأمم المتحدة من خلال استفتاء..
منذ البداية تم تعقيد القضية باتفاق مدريد غير الشرعي الذي فشل لإنه أراد القفز على حق إعطاء فرصة للصحراويين كي يصوتوا؛ جاءت الحرب لمدة خمسة عشر سنة وفشلت؛ جاء مقترح مخطط السلام لتنظيم الاستفتاء، وتم وضعه جانبا، لكنه لم يفشل مادام هو الطريقة الوحيدة الشرعية والديمقراطية المنطقية التي يمكن أن تشرف عليها الأمم المتحدة، وتعطي الشعب الصحراوي فرصة كي يعبر عن ما يريد بحرية.. بعد تجميد الاستفتاء جاء مخطط بيكر الأول والثاني وفشلا، بسبب أن الأول رفضته البوليساريو لإنه لا يعطي، أيضا، فرصة للصحراويين كي يصوتوا بحرية، والثاني رفضه المغرب تشفيا في قبول البوليساريو له؛ بعد مشروعي بيكر الأول والثاني جاء مخطط المغرب للحكم الذاتي، لكن رفضه الصحراويون كلهم ورفضته البوليساريو لسبب بسيط أنه، كذلك، لا يسمح باستشارة الصحراويين استشارة حرة ولا يعطيهم الكلمة و لاحق التصويت؛ بعد الحكم الذاتي جاءت المفاوضات، لكنها فشلت لإن كل طرف يتشبث بطرحه..
الآن الوضع في حالة احتقان.. لا يوجد حل آخر، وكل الحلول تم استنفاذها وتآكلت بفعل التكرار والاجترار وعدم الفاعلية، ولم يبق سوى الحرب أو الاستفتاء. الآن بعد فشل كل شيء سيتم الالتفات إلى الأمم المتحدة من جديد، وهذه الأخيرة ستجد نفسها مضطرة لمحاولة تحريك الوضع من النقطة الميتة التي يوجد فيها، لكن التحريك عليه أن يستبعد الحكم الذاتي والمفاوضات ويستبعد الحرب.. فالحرب لا أحد من الكبار، خاصة الولايات المتحدة، يريدها، والحكم الذاتي تبع، من ناحية الفشل، اتفاق مدريد ومخططي بيكر، والمفاوضات انتهى مبررها.. الآن الكل يوجه نظاراته إلى الأمم المتحدة التي يبدو أنها هي الأخرى فاقدة للبوصلة على الأقل في السنوات القريبة القادمة.. فالأمين العام القادم للأمم المتحدة سيكون، أحتمالا، من اوروبا وبكل تأكيد ستتم غربلته في باريس، وفي خضم صراع فرنسا والولايات المتحدة حول أخذ زمام المبادرة في قضية الصحراء الغربية يمكن أن يلجأ الأمين العام القادم إلى تعيين مبعوث خاص له من أوروبا، وسيقضي الوقت في اللف والدوران حتى تنتهي عهدة الأمين العام..

في الأخير يبقى الحل الأمثل هو الاستفتاء الذي يسمح بإعطاء صوت لكل صحراوي، وهو في الأخير الذي سيتم اللجوء إليه، خاصة أن الأمم المتحدة تحتفظ بلائحة منقحة للمصوتين الذين تم قبولهم في عملية تحديد الهوية في التسعينات، وهي اللائحة التي ستكون، في النهاية، هي المرجع..                   

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء