استقلال كتالونيا: خطأ أسبانيا(I)


Resultado de imagen de cataluña mapaتعتبر أسبانيا من الدول الغبية تاريخيا، وقد أرتكبت العديد من الأخطاء سواء فيأمريكا اللاتينية وفي إفريقيا وفي أسبانيا ذاتها. لكن أكبر خطأين أرتكبتهما أسبانيا حدثا في الصحراء الغربية وفي كتالونيا.. فبيعها للصحراء الغربية للمغرب بطريقة غير قانونية سنة 1975م جعلها تخسر علاقاتها التاريخية مع إفريقيا ومع الشعب الصحراوي بعد الإستقلال. فالصحراويون لن يغفروا ابدا لأسبانيا خيانتها لهم وسيتعاملون معها في المستقبل على أساس أنها دويلة خائنة..
الخطأ الثاني الذي يبدو أن أسبانيا ارتكبته حدث في كتالونيا، وكان خطأ استراتيجيا فادحا.. فبعد فوز فرنكو في الحرب الأهلية سنة 1936م، وحتى يبقى مسيطرا على الشعب الكتلاني وأرضه، وحتى يُبقي سيطرة أسبانيا على تلك الأرض عمد إلى وضع استراتيجية خاطئة هي فتح الحنفية الاقتصادية لتسيل بقوة نحو كتالونيا، وبالمقابل قام بمنع أية رموز تشير إلى الكتلان كشعب أو كأمة، وقتل اللغة ومنع الحديث بها وقضى على كل ما شيء له علاقة "بالكتالانيليزمو"، وحتى دفع غلظ الرأس بفرنكو إلى إعدام رئيس كتالونيا لويس كامبانيس يوم 15 اكتوبر 1940م في وسط برثلونة.. على مستوى بشري واقتصادي، وحتى يمحو الكتلان ديمغرافيا كشعب قام بإغراق كتالونيا بالأسبان خاصة من الأندلس الفقيرة، ومن الغجر ومن المهاجرين، وأصبح يساعد كل امرأة كتالانية تتزوج بأسباني من غير الكتلان.. في ميدان الاقتصاد جعل فرنكو نهر أسبانيا يسيل متدفقا نحو كتالونيا ليجعلها تنغمس في الرفاهية وتنسى الحرية والاستقلال والهوية..
لكن الكتلانيين أذكياء؛ أكثر ذكاءا من الأسبان.. أخذوا المال الأسباني ووظفوه في بناء قاعدة أقتصادية متينة؛ أسسوا الشركات، قووا البنية التحيتية للإقليم، استفادوا من التعليم، لكن، من جهة أخرى كانوا يخططون للمستقبل البعيد.. كانوا يعلمون لغتهم الممنوعة في البيوت، يحتفلون بأعيادهم في البيوت، يخلدون مقتل رئيسهم في البيوت، وبالتالي رفضوا التخلي عن هويتهم ورموزهم الوطنية مقابل البذخ والمال..
حين بدأت الديمقراطية في أسبانيا بعد موت فرنكو، حصلت كتالوينا على حكم ذاتي حقيقي، فعادت لغتها إلى الشارع، وعادت رموز ثقافتها إلى الواجهة، وبدأ الكتلانيون ينبشون عن أي رمز يمكن أن يجعلهم يختلفون عن أسبانيا. حين تمكنوا اقتصاديا، وتقوت دعائم دولتهم قالوا لأسبانيا" باي باي" مدريد، وأعلنوا عن استقلالهم..
إعلان كتالوينا يوم 9 نوفمبر الجاري الاستقلال صدم أسبانيا.. فالعالم ينظر منذ  مدة إلى اسبانيا على أساس أنها هي فقط كتاولنيا وإقليم الباسك، وفي حالة استقلال هذين الإقليمين على أسبانيا أن تنزاح جغرافياً عن أوروبا وتصبح جارة للمغرب، فهي بدون كتالونيا والباسك مجرد دولة إفريقية بسبب التخلف..

الآن أسبانيا لا تعرف ماذا ستفعل: هل تجمد الحكم الذاتي أم تمنع الرئيس الكتلاني من ممارسة مهامة، لكن في كل الحالات سوف يكون من المستحيل النزول بالدبابات إلى الشارع..                              

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء