ماذا بقى للمؤتمر إذن؟ المؤتمر والمؤتمرون
أصبحوا أسرى في دائرة ضيقة هي البت في السياسة الداخلية للدولة الصحراوية، والحركة
التحريرية في المخيمات فقط وتسيير الجوء.. ما وراء حدود المخيمات لا يستطيع أحد
البت فيه، أو حتى إعطاء رأيه فيه.. إنه بيد قوى كبرى عالمية وأنتهى.. ياللتراجيديا..
هامش المناورة الوحيد الذي بقى للمؤتمر
والمؤتمِرين هو أن يحاولوا أختراع\ ابتكار\ التفكير في سياسة يُثَبِّتون بها أوتاد
المخيمات في اللجوء أكثر حتى لا تطير الخيام مع الريح. بلغة أخرى يمددون من صمود
الشعب الصحراي سنوات طويلة أخرى.. الظاهر أن الذي طغى على جل مداولات المؤتمر هو
أنه، وحتى يصمد الشعب الصحراوي أكثر في اللجوء، يجب تقوية التنظيم السياسي.. فربط
الشعب الصحراوي كله بالفروع والخلايا وخلق الاستنفار والتوعية والنقاش والمبادئ هو
الحل السحري الذي يبدو ان المنظرين والإطارات قد أختاروه في المؤتمر الأخير كي
يصمد الشعب الصحراوي وقتا أطول.. هذا يعني أننا بصدد إعادة التنظيم السياسي إلى
الواجهة وتجييش الشعب وتأطيره من جديد، وإقناعه أنه عليه أن ينتظر في اللجوء حتى
يفتح الله، وأن يأكل الايدولوجية..
هذا قد
لا ينجح تماما، وقد لا يكون كافيا.. يجب أن نكون واقعيين شيئا ما. عصب الصمود في
المستقبل في المخيمات، وفي الظروف التي نعرف جميعا ولا داعي لذكرها، مرهون
بالاقتصاد، وبمحاولة توفير أدنى مستوى من العيش الكريم في اللجوء. هذا واقعنا،
وهذا ما دفعنا إليه تفكيرنا الذي يجب أن نقول الآن أنه أصبح تفكيرا تفكير جمعيا
شموليا. فإذا كان المؤتمر لم يخرج بما هو مقنع على مستوى الاستراتيجية الصدامية مع
العدو بسبب كذا ماذا، فهذا، بكل تأكيد، لا يجب أن يوقفنا عن التفكير في محاولة حشد
عناصر الصمود لشعبنا حتى يغير الله في الأمر شيئا.. لا بد من فعل شيء، أي شيء،
القليل او الكثير، في الواقع الداخلي تحت غطاء أنه من نتائج المؤتمر. أظن انه من
الصعوبة بمكان أن نعود لنقنع شعبنا بالبقاء وقتا بلا سقف في اللجوء وهو راضي بذلك.
صحيح، شبعنا يمكن أن يصمد، لكن يجب ان نفهم أنه يصمد وهو غير راضي. فاي مجموعة
بشرية لا يمكن أن تبقى هكذا بلا استراتيجية وبلا أمل في الأفق دون أن يؤثر ذلك على
معنوياتها.. إذن، لا بد من عمل شيء لقتل كل عناصر التحطيم المعنوي التي يمكن أن
تلحق بمعنويات شعبنا. ففي السنوات القادمة التي نتمنى أن لا تكون صعبة يجب القيام
بشئ ما غير روتيني؛ شيء غير تخليد الذكريات والقيام بالتفتيش في النواحي، شيء لرفع
ترمومتر معنويات شعبنا وإعطائه دفعا كي يصمد. فالبحث عن مصادر مالية لرفع رواتب
الجيش، المعلمين، الأطباء، ومحاولة توفير مساكن كريمة يجب ان تكون أولوية، ومحاولة
التفكير في غير هذا قد يكون كارثيا لا قدر الله..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء