ما يكون صرح به
المبعوث الشخصي كريستوفر روس قبل المؤتمر من أن المغرب يعرقل جهود الأمم المتحدة،
وأنه هو- روس- لم يستطيع التوصل إلى حل كان
رسالة كافية للبوليساريو أن التعويل على الأمم المتحدة ليس بذات فائدة في ظل الوضع
العالمي الراهن، وفي ظل تعنت الولايات المتحدة على موقفها الداعم للمغرب بقوة
أحيانا والساكت عنه أحيانا أخرى.. ورغم هذا يبدو أن ما باليد حيلة، وفي أنتظار ان
يكون باليد حلية أو حجرا لم يتطرق المؤتمر أيضا إلى أننا سنمضي في درب الأمم
المتحدة. عدم تصويت المؤتمر صراحة على المضي في التعامل مع الأمم المتحدة، وعدم
التصويت على مسار آخر يعني ضمنيا أن التعامل مع الأمم المتحدة هو "الأفضل"
في الوقت الراهن لكن دون أن يحدث تصويت على ذلك، أو يتم أعبتاره الاسترتيجية
القادمة في السنوات الأربع التي ستلي المؤتمر..
في الحقيقة التعامل
مع الأمم المتحدة أصبح محدودا. فمنذ بيكر لم يحصل أي شيء، وبقيت القضية تراوح
مكانها، وزاد العدو من تعنته وأستغل فرصة أن الحرب ليست في الأجندة ليبالغ في العرقلة..
ففي غياب الحرب أو تغيير الموقف الأمريكي لن تقوم الأمم المتحدة بأي جهد عمودي لحل
القضية وفقا للقانون الدولي..
الآن يقال- فقط يقال-
أن بان كي مون سيزور المنطقة، لكن زيارته لا معنى لها، ولن يكون لها هدف آخر ما
عدا تغيير الأجواء والروتين. ماذا سيفعل بان كي مون هو الذي بدأ يجمع أراقه من
نيورك ولم يبق له من العمل الجدي سوى ثلاثة أشهر تقريبا، وماذا سيفعل مما لم
يستطيع أن يفعله روس.؟ هي فقط زيارة ترفيهية حتى لا يقال أن كل الأمناء العامون
زاروا المنطقة لتحريك قضية الصحراء الغربية ما عدا بان كي مون. الشيء الوحيد الذي
من الممكن ان يحصل عليه بان كي مون من زيارته هو أنه يمكن ان يحصل على وعد من
قيادة البوليساريو أنها ستبقى متمسكة بخيار التشبث بالأمم المتحدة حتى النهاية أو
حتى تنفض الأمم المتحدة يدها من القضية وهذا شبه مستحيل. فحصول بان كي مون من
البوليساريو على نعم صريحة بالتشبث بالأمم المتحدة، هي التي كان الجميع يخشى أن
تبدأ بالحرب، يمكن أن يكون النصر الوحيد الذي سيحققه من زيارته.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء