السويد وعدم التبصر

Resultado de imagen de suecia mapaمشكلة السويد وقضية الاعتراف بالدولة الصحراوية هي مشكلة خلقتها هي بنفسهادون وجود عامل ضاغط خارجي يدفعها لذلك.. لا الصحراريون ولا أصدقاؤهم طلبوا من السويد أن تعترف بالدولة الصحراوية، وحتى لو تصورنا وتخيلنا أن الصحراويين، وهذا حقهم، طلبوا من السويد أن تعترف بالدولة الصحراوية وشرحوا لها موقفهم وتخوفهم من الضغوط، لكان الصحراويون تفهموا الموضوع وتراجعوا عن طلبهم.. فقضية الاعتراف بالدولة الصحراوية هو موقف سويدي محض، ولم يدفعها إليه أحد أو يضغط عليها حتى تقوم به، ثم أنها صرفت فيه الكثير من الوقت، وقامت بخطوات واعدة وتكتيكية فيه حتى أصبحت قريبة من حشر المحتل المغربي في زاوية ضيقة..  
ورغم التراجع، في آخر لحظة، وبطريقة بليدة، إلا ان ذلك لم يقنع أحدا. فحتى المحتل المغربي، الذي سار التراجع في صالحه، لم يقتنع به، ولم يصدقه ولازال يشن الحملات على السويد، ويقول أن قرارها ذلك هو مجرد تكيتيك، وأنها ستعاود استخراج الملف يوما ما، وانها تستعمل قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية للابتزاز فقط ولمصالحها..        

وإذا كان المغرب، الذي كان يجب أن يرقص ويغني ب"الانتصار" المحقق بعد التراجع، فإن السويد نفسها لم تصدق أنها تراجعت. وكدليل على عدم تصديقها لقرارها هو ما نشره الحزب الحاكم على صفحته يوم أمس، والذي قال فيه أن السويد تعرضت لضغوطات قوية كي لا تعترف بالدولة الصحراوية، وأن الاعتراف، في المستقبل، سيبقى من أولوياتها.. وحتى يمكن أن نستشف من خلال بيان الحزب الاشتراكي حاكم أن السويد، لم تجد ما يدعم تراجعها قانونيا.. فالتقرير الذي صدر عن الخارجية السويدية لم يتطرق إلى الدعائم القانونية التي تم على أساسها بناء التراجع؛ بالعكس لم يستطيع الخوض فيما هو قانوني حتى لا يحشر نفسه في ركن ضيق. فكما جاء في التقرير أن البوليساريو والدولة الصحراوية لا يسيطران على جزء كبير من الأرض الصحراوية، وأن أكثر الصحراويين يعيش تحت الاحتلال، فهذا ينطبق أيضا على الدولة الفلسطينية التي أعترفت بها السويد، ثم أنه من الناحية القانونية الدولة الصحراوية تتوفر على مقومات أكثر بكثير من مقومات بعض الدول في العالم.     

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء