المقاومة الصحراوية السلمية: كديم إزيك، من انتفاضة إلى معركة( دراسة يتبع)


Resultado de imagen de ‫مخيم اكديم ازيك‬‎لم تترك قوات الاحتلال الوضع يسير بشكل سلمي حتى يتم التوصل إلى حل. تطورت المعركة وتحولت إلى تشابك مباشر بين جيش من المخزن والجنود، من جهة، وصدور ولحم متظاهرين عزل من الجهة المقابلة. بدأ إطلاق الرصاص العشوائي نحو كل الاتجاهات؛ أصيب البعض بأعيرة نارية، أصاب وابل الرصاص المجنون الخيام وأصبح المتظاهرون في وضع حصار حقيقي. تم منع دخول وخروج أي شخص، وبدأت عمليات دهم وتفتيش للبحث عن صحفيين أجانب تسللوا في الأيام الأولى إلى المخيم. كانت الأيام تمر عصيبة على قوات الاحتلال التي انبهرت بالتطورات التي كانت تتلاحق في المخيم. لم يعد التحكم ممكنا في بانوراما المشهد في المخيم، ولا في الأعصاب أو في الموقف بصفة عامة. كان الجيش والشرطة يطلقان الرصاص من حين لآخر، بشكل متعمد، اتجاه السكان وفي محيط المخيم، خاصة ناحية سيارات المعتصمين التي كانت تدخل وتخرج. سقط الشهيد الناجم الكارحي؛ طفل في الرابعة عشر من عمره حين كان عائدا حاملا قناني من الماء إلى عائلته في المخيم، وجُرح من كان معه في السيارة. . كان الحادث هو الشرارة التي أشعلت الوضع المحتقن الذي كان يشبه، إلى حد بعيد، برميل بارود مصبوب عليه بنزين. وجد المنتفضون أنفسهم في وضعية دفاع محضة لحماية مخيمهم الذي كانت القوات تحاول العبث به. تسلحوا بكل ما في متناول اليد من أدوات مختلفة؛ منعوا أي عنصر مغربي من الدخول إلى المخيم وهددوا أي مسلح إن هو دخل بالاعتقال. وبالفعل اعتقلوا بعض الجنود ورجال الشرطة والمخبرين.
حدثت معركة حقيقية أُستعمل فيها كل ما هو موجود.. لم يستطيع الجيش، رغم تسلحه وقوته، اختراق جدار الدفاع البشري للمنتفضين المكون من حلقة بشرية شارك فيها الجميع من نساء، أطفال ورجال. في داخل المخيم كانت الشعارات المنادية بطرد الاحتلال وتقرير المصير هي سيدة الموقف. الكل كان يهتف ويغني مطالبا برحيل الغزاة وبوقف سرقة الثروات.
في الرباط حدث استنفار على مستوى عالي وصل إلى شخص الملك وحكومته. بدأت الاجتماعات السرية والعلنية لنزع فتيل الأزمة. من جهة ثانية بدأ العالم يتناقل أول الصور والأخبار التي كانت تخرج بواسطة هواتف شخصية وآلات تصوير بسيطة من المخيم الثائر والمُحاصر إلى الخارج بالصوت والصورة.

في المخيمات والشتات خرج الصحراويون كلهم يهتفون بحياة المنتفضين وبطولاتهم في كديم إزيك. أول مرة منذ سنوات طويلة، وبالضبط منذ زمن المعارك الكبيرة، يخرج الصحراويون، كلهم في آن، مبتهجين بنصر عظيم. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء