لكويرة المنسية التي يحتج المغرب على رفع العلم الموريتاني عليها

Resultado de imagen de ‫مدينة لكويرة‬‎في سنة 2003م رفع جنود مغاربة مخمورون العلم المغربي على جزيرة ليلىبالعربية أوالبرخيل بالأسبانية والتي تتبع للسيادة الأسبانية. رفع العلم المغربي الأحمر أزعج الثور الأسباني وبدأ يخور. بدأ المغرب يطبل أنه استعادها بالقوة وحررها، وبدأ إعلام المخزن يغني كعادته لأنتصارات وهمية. تم إنزال جوي أسباني كبير بالطيران، وتم طرد المغاربة مثلما يحدث لهم دائما. الجزيرة المحررة من طرف الأسبان، حسب كولن باول، كاتب الدولة الأمريكي آنذاك، والذي تولى المصالحة بين المغرب وأسبانيا لا تتعدى مساحتها مساحة ملعب كرة قدم.. المهم تم طرد المغاربة..
رفع العلم الموريتاني على لكويرة، حسب صحافة المخزن، هو أعتداء على "السيادة" المغربية على تلك البقعة من الأرض، وأنه بمجرد أن تم رفعه قام المخزن بالاحتجاج رسميا عند الدولة الموريتانية، وأن زيارة مزوار الماضية كانت بهدف الاحتجاج على الفعل الموريتاني.. هل هذا صحيح أم لا؟ ذلكم هو السؤال.
المحزن في هذا كله ليس رفع العلم الموريتاني على لكويرة، ولا الاحتجاج المغربي " الرسمي" على ذلك الفعل، لكن هو قصة لكويرة نفسها. لا نعرف الآن بدقة هل تقع في نطاق الأراضي الصحراوية المحررة أم في نطاق الأراضي المحتلة، أم في نطاق الأراضي المنسية أم في أي نطاق جغرافي تقع. بكل تأكيد أن الذي نعرفه هو أنها أرض صحراوية أبا وجدا، وأنها هي أول مدينة أحتلها مرتزقة ولد داداه في ديمسبر 1975م، وأنه تم تدميرها وتهجير سكانها بوحشية، وأنها تحولت إلى أطلال وخراب بعد الحرب، وأصبحت وطناً للغربان والنوارس فقط. خلال الحرب كان يتمركز فيها الجيش الموريتاني، وحين خرجت موريتانيا من الحرب تم تسليمها، بموجب أتفاق السلام سنة 1979م، للصحراويين، لكن تم إخلاؤها بسبب أنها غير استراتيجية.. بعد ذلك كنا نسمع، مرة مرة، أنه تم استيلاء الموريتانيين عليها في خرق سافر لاتفاق السلام، وأنهم أقاموا فيها حراسة، وانهم، ربما، منعوا الصحراويين بعض الأحيان من الأقتراب منها..
القضية المحزنة الثانية في قصة لكويرة هي أننا نحن لم نقدم أي تفسير رسمي لحقيقة رفع العلم الموريتاني عليها من عدمها  الآن ولم نقدم تفسيرا لذلك. فتمركز الجنود الموريتانيين فيها فقط يمكن التغاضي عنه، لكن أن يتم رفع العلم الموريتاني عليها فهذا ما لم نفهمه. رفع العلم دائما يعني السيادة، وإذا كان الموريتانيون الذين رفعوا العلم الموريتاني عليها غير مخمورين فهذا، بكل تأكيد، يتطلب طلب استفتسار، ليس من طرف المغرب، لكن من طرف السلطات الصحراوية.  وكخلاصة فقضية لكويرة أصبحت رمزا للحزن منذ اربعين سنة هي التي كانت لؤلؤة على المحيط.  

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء