نبض التاريخ: أحتدام الصراع على الصحراء الغربية سنة 1966م


Resultado de imagen de ‫الجمعية العامة سنة 1966‬‎ 
في بداية صيف 1966م ذهبت اللجنة الخاصة الى اديس بابا في افريقيا، لعقددورتها العادية، لكن قبل انعقاد الدورة،  وإبعادا للأطماع المغربية، صرح الأميرال كاريرو أثناء زيارته للعيون مخاطبا اللشعب الصحراوي عبر جريدة    Arriba MADRID الصادرة يوم 18ماي 1966م قائلا:"- لا توجد أية أمة تمتلك أقل حق بالمطالبة بالسيادة على هذه الارض، وخاصة انه لا يمكن لأي شخص الحق ان يفرض على شعبه أية ارادة."
في يوم 7جوان 1966م صرح ممثل المغرب الذي يحضر الدورة علانية امام اللجنة الخاصة، وبطريقة غير منطقية معيدا الى الاذهان تصريحات الدونكي شوت علال الفاسي ومحمد الخامس في الخمسينات، قائلا ومنقلبا على تصريحاته في الدورة السابقة:"- اننا نطالب بضم الصحراء الى باقي ترابنا المغربي، وفي حالة استحالة ذلك فالمناطق المعنية يجب أن تستقل في أقرب الآجال." وأضاف أن الصحراء الغربية لاتستطيع ان تستقل بمفردها دون منطقة إفني، وأن سكانها اذا حصلوا على حرية التعبير سيوصوتون لصالح الإنضمام للمغرب."
بعد التدخل المذكور للممثل المغربي، حدثت مناقشات ساخنة، وأعتبره البعض طعنا في قرار 1514(د15). كانت أكثرية الدول الحاضرة قد أستقلت حديثا، وطالبت كلها بتطبيق مبدأ تقرير المصير في الصحراء الغربية بسرعة، وأن يصادق على قرار خاص بها في نهاية الدورة العادية للجمعية العامة، وأن يُفصل بينها هي ومنطقة افني اذا تعلق الامر بتقرير المصير. في 8 جوان 1966 تدخل ممثل موريتانيا ليقول، انه يوافق على موقف المغرب فيما يخص تحرير الصحراء، وطلب أن تبدأ بلاده مفاوضات مع أسبانيا حول وحدة الصحراء الغربية مع موريتانيا، إلاً انه أكد أنه في أية حال من الاحوال، يجب ان تستقل الصحراء الغربية عن المغرب وعن أسبانيا، وقال بالحرف:"- ان موريتانيا هي بلد كبير يضم المناطق الجنوبية للمملكة المغربية بين مدينة التندوف والساقية الحمراء ووادي الذهب والصحراء الجزائرية الى الشرق، وتضم أيضا الساحل الاطلنطي في الغرب الذي يمتد الى نهر السينغال في الجنوب. إننا نثق في اخواننا الصحراويين الذين لازالوا يعيشون تحت السيطرة الاسبانية,." .
خريف 1966م كان حاسما فيما يخص المسار الذي ستنتهجه مستقبلا الامم المتحدة في الصحراء الغربية، من جهة اخرى، أنكشفت مواقف البلدان المجاورة للاقليم امام اللجنة الرابعة: موريتانيا تقول ان سكان الصحراء الغربية اذا لم يتحدوا معها في اطار موريتانيا، فعلى الأقل يمارسوا حقهم في تقرير المصير، اما المغرب فحين وقف الجميع ضده بسبب تدخله في اديس بابا، تحايل على المجموعة الدولية، وقال في الأخير، أنه اذا كانت اللجنة الخاصة ترى أن مبدأ تقرير المصير هو المفضل، فإنه لا يعارض ذلك مادام سيفرض على أسبانيا أن تسحب قواتها ومستوطينيها من الصحراء الغربية، حتى يتم تنظيم الاستفتاء تحت مراقبة عالمية، لكن يجب ان يتم ذلك بسرعة, نفس الموقف كرره وزير الخارجية المغربي حين أبرق الى الامين العام الاممي في كتوبر 1966م. غيًر المغرب موقفه وشن حملة شرسة يطالب برحيل اسبانيا من الاقليم، دون ذِكر كلمة تقرير المصير او الاستقلال. بدأ متحمسا كثيرا لرحيل القوات الاسبانية والادارة والمستوطينين، وطالب باعادة المغتربين والمهجرين ليشاركوا في الاستفتاء ليستغل الفراغ الذي يخلفه انسحاب أسبانيا الفوضوي من الاقليم ليملأه بارسال ملايين المستوطنيين المغاربة الى الصحراء، بحجة انهم مواطنيين صحراويين، كانوا منفيين وعادوا ليشاركوا في الاستفتاء. من ذا الذي سيمنعهم من التدفق الى المنطقة ذات التعداد السكاني القليل في وقت تعرف فيه فراغا اداريا كبيرا بعد انسحاب اسبانيا التي لم تكن قد منحت بطاقات للسكان بعد وهو ما سيساعد المغرب على تنفيذ فكرة إغراق المنطقة بالسكان. النقطة الاخرى التي تساعده هي ان الصحراويين لم يكونوا قد نظموا انفسهم انذاك في نظام سياسي قانوني يستطيع شغل الفراغ الذي قد يخلفه انسحاب اسباني مفاجيء بدون تعهدات والتزامات.
بعد ان تغيرت مواقف موريتانيا والمغرب اتجاه الصحراء الغربية سطحيا فقط، بعد الإحراج الذي سببته لهما اللجنة الخاصة، صرح ممثل اسبانيا بذلك امام اللجنة يوم 13كتوبر 1966م قائلا:"- نشير بارتياح بأن هناك بلدان اخرى كانت تعبر عن اراء تتعارض وتطبيق مبدأ تقرير المصير في اقليم الصحراء الغربية، لكن في الجلسة 436للجنة الخاصة المنعقدة ايام 7-8 جوان 1966م اعلنت انها مع هذا المبدأ."  
يوم 17نوفمبر 1966م تدخل ممثل الجزائر اول مرة امام اللجنة الخاصة وقال:"- ان الجزائر تساند حق تقرير المصير لكل الشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية، وفيما يخص الصحراء الغربية فإن الجزائر تهتم كثيرا بمستقبل هذا البلد التي له معها حدودا مشتركة وتربطها معه علاقات متبادلة ولهما روابط ثقافية تقليدية، ولإن سكانه الرحل يقضون الكثير من فصول السنة فوق اجزاء من التراب الجزائري، وأن أي عمل قد يسرع من تقرير مصيره فإن الجزائر تؤيده وتسانده. ان مايشغل اللجنة، هو ان شعب هذا الاقليم يجب ان يجد الفرصة لممارسة حقه في تقرير المصير.."


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء