لكن، على ما يبدو، المانيا كانت مخطئة. فالمخزن لم يكن يحمي أوروبا،
لكن، فقط، كان يبتزها.. فالمخزن يحصل من الاتحاد الاوروبي على حوالي 60 مليون اورو
سنويا لوقف الهجرة السرية، لكن كل المؤشرات تؤكد أن المخزن كان يستعمل الهجرة
السرية للضغط أكثر على اوروبا ليحصل على المزيد من الدعم المالي بحجة أن عدد
المهاجرين يزداد.. الآن، بعد تفجيرات باريس، أصبحنا نستطيع أن نقول أن المانيا
يمكن أن تغير موقفها من المخزن المغربي.. فالوقت جعل المانيا تكتشف أن نظام المخزن
لم يفعل اي شيء لوقف الهجرة السرية عن الاتحاد الاوروبي، ومن جهة أخرى، وهذا هو
الأخطر بالنسبة لالمانيا، بدل أن يوقف نظام المخزن الإرهاب، يبدو أنه هو الذي يقوم
بالإرهاب في أوروبا. فبعد الحملة الأوروبية الأخيرة بعد تفجيرات باريس، تأكدت
المانيا أن كل الذين تم القبض عليهم أو طردهم أو وضع العلامة الحمراء على أسمائهم
هم، كلهم بدون استثناء، مغاربة، وهناك شكوك كبيرة أنهم، في غالبيتهم، مؤطرون من
طرف المخزن المغربي. بالإضافة إلى هذا هناك مؤشرات كثيرة جعلت المانيا تكتشف انها
كانت ستكون، هي الأخرى، مثل فرنسا، عرضة لهجوم إرهابي مغربي، وتم تفادي ذلك فقط
باليقظة الأمنية.. ففشل هجوم إرهابي مغربي في المانيا جعل مافيا المخزن تتحرك على
جبهة أخرى هي جبهة الإرهاب الاجتماعي ومهاجمة النساء الالمانيات ليلة رأس السنة.
فمن بين الذين تم اتهامهم بالتحرشات الجنسية في المانيا كانت هناك حوالي 80 شخصية
مغربية. ولم تتأخر المانيا في اتهام المغرب بالقيام بإرهاب أجتماعي خطير في قلب
المدن الالمانية، بل شددت على دخول المغاربة إلى المانيا ومنعت عليهم اللجوء السياسي،
وتستعد لطرد الكثير منهم من أراضيها خاصة الذين لا أوراق ثبوتية لهم..
تغير موقف الاتحاد الاوروبي مؤخرا، بداية بقرار المحكمة العلياء
الاوروبية، مرورا بتوصية البرلمان الاوروبي حول أن تراقب المينورصو وضع حقوق الإنسان
في المدن الصحراوية المحتلة، يمكن ان يجعلنا نقرأ من خلف كل ذلك أن تغير موقف
الاتحاد الاوروبي كان بغمزة من المانيا التي كانت، إلى حد بعيد، تتعاطف، ولو بطريقة غير علينة، وسريا مع المغرب بحجة
حمايته لأوروبا من الهجرة والإرهاب..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء