كان إعلان أسبانيا عن نيتها إعطاء صلاحيات أكثر لجماعة الشيوخ الصحراويةفي تسيير الإقليم داخليا،
وتحضير الصحراويين لنوع من الحكم الذاتي أو الاستقلال أو الانضمام، قد أغاظ المغرب
وموريتانيا معا؛ فموريتانيا كانت أول من سارع إلى توزيع بيان على السفارات الدولية
يوم 8مارس تحتج فيه نواقشوط على نية أسبانيا منح حكم موسع للصحراويين، ودعت في نفس
البيان إلى عقد قمة ثلاثية بين وزراء خارجية المغرب وموريتانيا والجزائر في
نواقشوط للوقوف في وجه أسبانيا، ولإفشال مخططها الجديد في المستعمرة الجارة.
المغرب، من جهته، تحرك بمفرده وطلب وزير خارجيته، بن هيمة، لقاء وزير خارجية
أسبانيا لوبيث برافو، وفي اللقاء حدث تهديد مغربي واضح لأسبانيا بأنها إذا غيرت الوضع
في الصحراء الغربية سيلجأ المغرب إلى تهديد أمن أسبانيا، وسيضغط عليها حتى تغير من
سياستها.. في واشنطن طلب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، بتاريخ 30 مارس 1973م،
من وزير الخارجية المغربي، بن هيمة، توضيحات حول القمة التي أقترحتها موريتانيا،
والتي كان من المقرر ان تنعقد في نهاية مارس وتشمل كل من الجزائر والمغرب
وموريتانيا. أجابه الوزير المغربي انه قبل 24 ساعة من استقبال الاستدعاء لحضور تلك
الندوة، كان هو- الوزير- قد أعلن أن المغرب سوف لن يحضر لها، وأنه بصفته هو البلد
الوحيد المعني بالصحراء الغربية فإنه هو الذي يجب ان يبادر، وليس بلد آخر، وأن أية
مبادرة حول الموضوع يجب أن تكون مغربية، وتكون نتيجتها لصالح المغرب وحده.. وقال
الوزير المغربي للسفير الأمريكي أنه بعد رفض المغرب للدعوة، لم يعرف ماذا سيقرر
البلدان الآخران- الجزائر وموريتانيا- ، كما أنه يعتقد أن الجزائر قد تكون هي
البلد الذي يقف وراء فكرة تلك الندوة وليس موريتانيا.
وكانت موريتانيا قد
بعثت مبعوثين يحملون رسائل من الرئيس المختار ولد داده إلى الملك المغربي الحسن الثاني،
وإلى الرئيس الجزائري بومدين، وشرحوا لهما الهدف من الندوة، لكن، كما يبدو، رفض
المغرب الفكرة بما أها صادرة من بلد يعتبره بلدا لا يجب ان يتدخل في الشأن
الصحراوي.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء