انخفاض أسعار
البترول ووصولها إلى الحضيض كان البعض يظن أنهاستؤثر، فقط، على أقتصاد البلدان
المنتجة والمصدرة للبترول، وأن أقتصاد تلك البلدان سينهار بسرعة وبلمح البصر. ورغم
أن ذلك حقيقي بنسبة كبيرة إلا ان هناك دولا أخرى، مثل المغرب، قد ينهار اقتصادها
بفعل خفض اسعار البترول أيضا.. فالمغرب، رغم أنه بلد غير مصدر للبترول وغير منتج
له، ويظن الكثيرون أنه غير معني بتذبذبات ترمومتر انخفاض\زيارة اسعار البترول، إلا
أن هناك سر يجعل المغرب يتضرر هو الآخر بخفض اسعار البترول.. المغاربة الذين لا
يعرفون السر في تضرر المغرب من خفض اسعار البترول هللوا ورقصوا وغنوا حين بدأت
اسعار البترول في الانهيار، وظنوا أنه، بين ليلة وضحاها، سينهار الاقتصاد الجزائري،
وستسقط الجزائر على قدميها، وتركع وتحدث فيها الفوضى، لكن على ما يبدو يمكن ان
يحدث العكس..
فالمغرب
منذ سنة 1975م، السنة التي بدأت فيها الحرب في الصحراء الغربية، استفاد كثيرا من
عائدات النفظ في البلدان العربية المنتجة والمصدرة للبترول، وكان يتلقى الدعم من
تلك العائدات بلا حساب. كيف؟ حين بدأت الحرب بدأت الدول العربية، خاصة السعودية
والدول التي تدور في فلكها تساعد المغرب لينتصر في تلك الحرب، وتكلفت بدعمه
بعائدات ذلك البترول، وكانت هي التي تدفع مرتبات الجيش المغربي وتشتري السلاح،
وتعوض النقص في السيولة المالية. لم تعترض المغرب اية مشكلة مالية في تلك السنوات،
وحين أنتهت الحرب سنة 1991م، تحول الدعم العسكري إلى دعم أقتصادي، وبقيت تلك الدول
تدعم المغرب من عائدات البترول الوفيرة، وتخرجه من أي مآزق مالي يقع فيه.. ورغم أن
البترول أنخفض في مرات ماضية إلا أن ما حدث الآن كان سابقة في تاريخ التعامل بين
المغرب والدول العربية المنتجة للبترول والتي كانت تدعمه. حين أنخفض سعر البترول
الآن يبدو أن السعودية والدول العربية الأخرى مثل قطر والكويت قد أوقفت الدعم والسيولة
المالية عن المغرب لأول مرة منذ سنة 1975م. تضررَ الاقتصاد المغربي، وأصبح الدعم
المالي مرهونا بتقديم المغرب لخدمات لتلك الدول مثل المشاركة في حروب نيابه عنها.
وقفُ الدعم عن المغرب من طرف الدول العربية بسبب انخفاض سعر البترول جعل المغرب
يتضرر، وبالتالي فالمغرب هو البلد الوحيد غير المنتج وغير المصدر الذي تضرر من خفض سعر برميل البترول، وقد يتضرر
أكثر في المستقبل
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء