رفض المغرب الحضور
إلى الندوة التي اقترحت موريتانيا حول الصحراءالغربية في مارس 1973م، وهي الندوة
التي جاء اقتراحها كي تفشل المجهوات التي تقوم بها أسبانيا في منح تسيير داخلي
للصحراويين لبلادهم. فالمغرب يرى أنه إذا كان سيكون هناك أقتراح، يجب أن يبادر به
المغرب وليس موريتانيا ولا الجزائر، لإنه هو البلد الذي يعتبر نفسه "معنياً"
بالدرجة الأولى بقضية الصحراء الغربية. فحين تم توجيه الدعوة إلى وزيري خارجية الجزائر
والمغرب رفض هذا الأخير، وأتصل بأسبانيا، وبدأ يهددها أنها ستتعرض للكثير من
الضغوط إذا هي حاولت تغيير الوضع الحالي- آنذاك- في الصحراء الغربية، ويفضل أن يتم
توقيع اتفاق ثنائي بينه وأسبانيا يتم بموجبه تسليم الصحراء الغربية له.. بالنسبة
لجواب الجزائر حول الندوة التي تم تقدير أن يتم عقدها يومي 7 مايو 1973م، فقد
وافقت، لكن وزير خارجيتها، بوتفليقة، طلب تأجيلها ليوم واحد حتى يتمكن من مرافقة
الرئيس بومدين إلى تونس يوم7 من نفس الشهر. يوم 4 مايو 1973م، طلب السفير الأمريكي
بنواقشوط بلقاء وزير الخارجية الموريتانية ولد مكناس كي يسأله عن الندوة. في
حديثهما قال له ولد مكناس أن الندوة هي بهدف الضغط على أسبانيا، وكي تجعل الدول
الثلاثة التي تجاور الصحراء الغربية تتخذ موقفا موحدا منسقا من القضية سواء أمام
الأمم المتحدة أو مع أسبانيا.. وفي نفس المقابلة مع السفير الامريكي أبدى وزير
خارجية موريتانيا انزعاجه من التماطل المغربي، ومن رفضه لحضور الندوة وهروبه إلى
الأمم المتحدة كي يحاول ان يقنعها بأن تفتح مفاوضات مباشرة معه حول الصحراء الغربية،
وتهميش الدول المجاورة الأخرى..
وفي الكواليس كانت
الجزائر تريد أن تحضر إلى تلك الندوة، لكن على ما يبدو كانت تفضل أن تكون ندوة
تحضيرية فقط لندوة تجمع زعماء الدول الثلاث المجاورة للصحراء الغربية، وهو ما
سيقبله المغرب لاحقا، لكن لا يتمخض عن نتيجة..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء