" صدَّعنا"
روس بالزيارات الفاشلة والمتكررة الى المنطقة وإلى الطرفين، وإذا قمنا بتفسير لهذه
الزيارات المكلفة للسيد روس سنصل إلى نتيجة واحدة وهي أنه أصبح مصابا بهوس مثل
الزهايمر اسمه " زيارة المنطقة" دون نتيجة. آخر زيارة لروس إلى المنطقة
حدثت في شهر اكتوبر الماضي –أظن- حين كانت مخيماتنا تسبح في الطين وفي عجين الطوب ،
وكان سكانها يغرقون إلى الآذنين في مياه الفيضانات.. لم يفعل روس أكثر من التعبير
عن حزنه بالوضع فقط، ثم أغلق دونه زجاج سيارته المكيفة وذهب.. لم يأت بنتيجة..
الآن يأتي روس للحضير لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة. !! لكن هل
يتطلب التحضير لزيارة الأمين العام لعة ساعات مجئ روس؟ ماذا سيُحضر روس لزيارة
الأمين العام؟ هل سيأتي بالبساط الأحمر وسيارة خاصة لبان كي مون، أم سيأتي بقوة
أمنية متدربة كي تمنع أن يتم اختطاف بان كي مون.
الزيارة لا تتطلب كل
هذا العناء، وروس، من كثرة زيارته الفاشلة القاحلة أصبح غير مرحب به في مخيمات
الصحراويين، وفي المدن المحتلة وأصبح خبر زيارته يثير من السخرية أكثر مما يثير من
الترقب، وحظيت زيارة سفيرة الولايات المتحدة للمخيمات من التغطيه والترقب أكثر مما
ستحظي به زيارة بان كي مون وروس ..
الزيارة إذا تمت لن تكون سوى عمل استعراضي فقط
يحاول أن يسلط بعض الضوء لعدة ساعات على قضية الصحراء الغربية ثم ينتهي
لفلاش،ونعود لوضعنا كما كنا ننتظر. فإذا زار بان كي مون- هذا لا زال غير مؤكد إلى
حد الآن- المدن المحتلة سيحاول أن يسجل في سجله الشخصي سَبْقاً وهو أنه سيكون أول
أمين عام يزور العاصمة المحتلة للصحراء الغربية، وهو سبق لا يقدم ولا يؤخر في ما
يجري على الأرض، وكل ما سيحصل منه هو أن بان كي مون سيحتفظ بصور لزيارته لتلك
المدينة المحتلة تماما مثل صوره في القدس أو في غزة.
زيارة بان كي مون
غير مرحب بها في الرباط تماما، وإذا حدث- وهذا مستعبد جدا- واستقبله الملك المغربي
فسيكون ذلك بضغط من السفارة الأمريكية في الرباط أو بمكالمة من أوباما، وفي حالة
أن لا تحدث المكالمة ولا الضغط من السفارة سوف لن يستقبله أحد ما عدا وزير
الخارجية أو بنت بوعيدة..
أما زيارته للمخيمات
فستقتصر على لقاء المسئولين فقط، وسيعود في ساعات إلى الجزائر ومنها إلى وجهة
أخرى. إذن، زيارة مثل هذه بلا نتيجة لا تتطلب أن يأتي روس ولا كوس ولا حتى موظف
صغير في الأمم المتحدة للتحضير لها. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحفظ وجه بان كي
مون وروس هو القول في تقريرهما القادم إلى مجلس الأمن، أن المغرب هو الذي يعرقل
تقرير المصير في الصحراء الغربية.. هذا أقصى ما يمكن أن يفعلاه إذا أرادا نجاحا
" باهرا" في مهمتهما الطويلة في الصحراء الغربية المحتلة..
البعض يقول أن هناك
في الخفاء "حل" سيتم فرضه على المغرب وزيارة بان كي مون ستكون قاطعة..
هذا كله وهْمٌ في وهمٍ.. لا يوجد حل في الخفاء ولا في العلن، والواقعية تتطلب
التفكير في خلق الصمود في المخيمات وفي المدن المحتلة، وليست التفكير في حلول
الأمم المتحدة التي لا توجد عندها، أصلا، حلول، ولم تحل، في تاريخها، أية قضية ما
عدا قضية غينيا الغربية سنة 1962م، وحلتها حلا غير شرعي، وسلمتها لاندنوسيا بغير
وجه حق، ولازال سكان تلك الأرض يدفعون الثمن إلى اليوم.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء