حسب وثيقة أمريكية صادرة عن السفارة
الأمريكية بمدريد مؤرخة بتاريخ27 غشت 1973م، وتحمل رقم 1973madrid04851_b فإن السفير الأمريكي بمدريد ريفيرو
قد استقبل وزير الخارجية الأسبانية لوبيث رودو ليطلعه على أخر تطورات قضية الصحراء
الغربية بعد تأسيس البوليساريو وطلب المغرب من الولايات المتحدة أن تتدخل لدى أسبانيا
كي تفتح مفاوضات معها بشأن تسليم الإقليم إلى المغرب دون المرور بالأمم المتحدة..
في التقرير طلب السفير الأمريكي من الوزير
الأسباني للخارجية تقديم له الأفكار التي ستحمل أسبانيا بخصوص الصحراء الغربية إلى
الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها السنوية، لكن الوزير شدد على أن موقف
أسبانيا لن يتغير، وأنها ستدافع عن تقرير المصير للشعب الصحراوي مهما كلفها الثمن،
وتعهد له أن أسبانيا كانت قد بدأت فعلا في تنمية الصحراء الغربية، وأنها بدأت تصرف
الملايير لتنمية الإقليم، وأنها أصدرت قانونا خاصا بالثروات الصحراوية يشدد على أن
عائدات تلك الثروات، خاصة الفوسفات، ستبقى حكرا على الصحراويين وحدهم دون باقي
الأسبان، وأن هذا القانون لا يوجد مثيله في أية دولة تستعمر إقليما ليس من
أراضيها.. ويواصل التقرير قائلا أن الوزير الاسباني قال للسفير الأمريكي أن
البلدان المجاورة للصحراء الغربية لها أطماع فيها، وحتى يتم ردعها ستبقى أسبانيا متشبثة
بتقرير المصير والدفاع عنه.
في الحقيقة أسبانيا لم تصدر أي قانون خاص
بالثروات الصحراوية، وكل ما في الأمر أن الوزير الأسباني كان يكذب فقط، ويحاول
تحاشي الضغط الأمريكي الذي بدأت بوادره تظهر في الأمم المتحدة. كان سبب الضغط
الأمريكي هو الشكاية المستمرة التي كان يحملها المغرب شبه يوميا إلى الولايات
المتحدة يطلب منها فيها أن تضغط على أسبانيا كي تقتنع أن مفاوضات ثنائية، خارج
الأمم المتحدة، من أجل تسليم الصحراء الغربية له هي الحل الأنسب، وأن أي حل آخر
يعني أنه ستكون هناك دولة شيوعية في الصحراء الغربية تابعة للجزائر وللاتحاد
السوفياتي..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء