في فلسفة المخزن
المبنية على التلاعب بالوقت، يوجد تكتيك ثمين يتم الرجوعإليه كلما دعت الضرورة.
هذا التكتيك يعتمد، بالأساس، على تصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج في الوقت
المحدد قبل ان تنفجر. فتصدير الازمات يعتبر منفس مهم في فلسفة المخزن، وهو أداة
ناجعة يتم اللجوء إليها لتشتيت انتباه وتفكير العالم والمغاربة.. الآن، يبدو أن
هذا المتنفس قد استعاد مجده على أكثر من صعيد. فكما نرى الآن المغرب يخوض حرب
طواحين سياسية على عدة أصعدة، ودخل معارك سياسية هي، في الأصل، بالونات أختبار ليس
إلا.. وسبب لجوء المخزن الآن إلى أسلوب خلق معارك "طاحنة" مع الخارج
راجع إلى وجود أزمات داخلية خانقة، وأزمات خارجية أكثر خنقا للنظام المخزني. ففي
الداخل يعيش المغرب، ولأول مرة في تاريخه، أزمات متعددة منها ظاهرة الفلتان في
الشارع، وعدم قدرة المخزن على أحتوائه بالعصا والعنف مثلما كان يفعل دائما. المشكل
الثاني هو غياب لسلطة الملك الفعلية، وأهتمامه بمرضه وحياته الشخصية ورذائله وعدم
قدرة أدوات المخزن الآخرى على القيام بدور الملك.. في العمق هناك مشكلة تؤرق
النظام المخزني وهي كي سيتم التعامل مع شغور منصب الملك..
في الخارج المغرب لا
يُحسد على وضعه حين يتعلق الأمر بعلاقاته مع العالم الخارجي، خاصة إفرازات قضية
الصحراء الغربية، ووجودها بقوة في كل مكان من العالم سواء سياسيا أو قانونيا. وحتى
يُخرج المخزن رأسه من مصيدة الفأر أو من عنق الزجاجة لجأ إلى خلق أزمات خارجية
لتشتيت الانتباه. من بين الأزمات التي أختلق المغرب يمكن عد مايلي:
-
أزمة مع الأمم المتحدة وخاصة مع مبعوث
الأمين العام إلى الصحراء الغربية ومع الأمين العام نفسه، ومنعه لهما من زيارة
الصحراء الغربية.
-
أزمة مع الاتحاد الأوروبي بقطعه للعلاقات
معه حتى تتم مراجعة قرا المحكمة العلياء الأوروبية الخاص بمنع التعامل الاقتصادي
مع المغرب بسبب عدم شرعيته.
-
أزمة مع الجامعة العربية برفضه استضافة قمتها
العادية، وهو ما جرعليه غضب السعودية ومصر.
-
أزمة مع السعودية ورفضه تلبية طلبها لبعث
قوات عسكرية إلى سوريا ما لم يتم تسديد له فتواتير سابقة لم يتم تسديدها.
-
أزمة مع الأتحاد الإفريقي ومحاولة ضغطه
عليه حتى يتم قبوله عضوا فيه وطرد الدولة الصحراوية.
-
محاولة جر البوليساريو إلى الحرب بإطلاق
النار على مواطنيين صحراويين خارج الحزام الرملي.
كل هذه الأزمات هي محاولة لتشتيت الانتباه والتركيز شهر قبل مناقشة
مجلس الأمن لقضية الصحراء الغربية، وهو المناقشة التي يبدو أن أعضاء مجلس الأمن
سيكونون متشددين فيها، خاصة وأن تشددهم بدأ منذ رفضوا للمغرب تأجيل زيارة الأمين
العام إلى الرباط إلى غاية شهر جويلية القادم.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء