المرأة الصحراوية( دراسة )


Resultado de imagen de mujer saharauiكيف ستكون الصورة النمطية لمراة من مجتمع صحراوي يعيش فيالصحراء\البادية في الذاكرة الجمعية للمجتمعات المتمدنة المتحضرة، أو بتعبير أكثر دقة، في ذاكرة أوليك الذين لم يسعفهم الحظ معرفة، عن قرب، حياة المجتمعات والشعوب المسماة خطأ " بدائية"، التي تعيش على " الهامش" سواء في الصحاري والبوادي أو في الأدغال بعيدا عن الحضارة والتكنولوجيا؟.  وليس فقط صورة المرأة الصحراوية هي أكثر ما تسأل عنه المجتمعات المتحضرة، إنما أيضا دورها ومكانتها في مجتمعها ومحيطها. 
إن الدراسات والأبحاث التي تناولت نمط عيش، مكانة، عادات وتقاليد، طباع ودور المرأة المنحدرة من مجتمع صحراوي، ذو ماضي بدوي، هي قليلة أو معدومة بسبب غياب ثقافة الكتابة والتدوين عند الصحراويين الرُحل، أو بسبب قلة المعلومات عند الأجانب الذين أرادوا تناول حياة وتقاليد المرأة في مجتمع الصحراء. فعموما الذين كتبوا عن المرأة في الصحراء – كالأوروبيين مثلا- اعتمدوا على الحدس وعلى التصور أكثر مما اعتمدوا على الواقع والوقائع. أما السبب الثاني الذي عقَّد مهمة الباحث الأجنبي في هذا الموضوع فيمكن أن نُعْزِيهْ لصعوبة فهم ثقافة مجتمعات الصحراء وتراثها.  
  ولهذا السبب أو لهذه الأسباب مجتمعة نجد أن صورة ودور المراة الصحراوية في تفكير وذهنية المجتمعات الأخرى هي صورة ودور غائمين، غير واضحين وضبابيين. فحين تسأل أي أجنبي كيف يمكن أن يتصور وضع وصورة امرأة من الصحراء، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه أنها أمراة جاهلة، متخلفة ولا تقوم بأي دور في المجتمع ما عدا خدمة الرجل في البيت أو هي، بعبارة أخرى، هي ماكينة لإنجاب الأطفال. وقد لا تبقى الصورة هكذا فقط، بل يمكن أن يضاف إليها، لتوضيحها أكثر، أنها امرأة لا حرية ولا قرار لها في اختيار حياتها ولا مستقبلها؛ فهي لا تختار زوجها بحرية ولا كلمة لها، وخاضعة لقانون وتقاليد يسطرها الرجل وعادات المجتمع دون أخذ رائها. وليس هذا كل شيء؛ فهذا النوع من النساء ( الصحراويات\ البدويات) يعيش في صراع يومي مع بيئة صحراوية قاسية لا ترحم والعيش فيما يشبه الجحيم.
إن السؤال الذي يطرح نفسه، بعد سماع كل ما يمكن إن يقال أو يُكتب عن التخلف المفترض للمرأة في الصحراء بصفة عامة هو: هل حقيقة أن المرأة المنتمية لمجتمع صحراوي بدوي هي فعلا على تلك الصورة النمطية الموجودة في ذهن المجتمعات "المتحضرة": متخلفة، خاضعة لقانون المجتمع ولا كلمة ولا حق لها؟؛ أم أن دور المرأة في بعض مجتمعات الصحراء ومجتمعات البادية يمكن أن تكون أكثر ريادية منها في مجتمعات  متقدمة.؟ السؤال الثاني هو: هل أن التخلف التقني المدني الموجود عند مجتمعات الصحراء يعكس دائما تخلفا ثقافيا واجتماعيا؛ بمعنى آخر أن أي مجتمع متخلف تقنيا هو، بالضرورة، متخلف أيضا ثقافيا واجتماعيا وكتحصيل حاصل تكون المرأة ضحية.؟
إن معرفة الحقيقة تقتضي العيش في المجتمعات الصحراوية المتخلفة تقنيا لمعاينة هل تخلفها التقني يرافقه تخلف ثقافي وتخلف في العاديات والتقاليد أم لا وخاصة ما يتعلق بوضع المرأة.؟ إن الذي يعرفه سكان الصحراء وشعوبها هو أنه في المجتمعات الصحراوية يمكن أن نجد تقدما ثقافيا واجتماعيا قد يكون أكثر رقي من ما هو موجود في المجتمعات المتمدنة خاصة حين يتعلق الأمر بالجدل الشائك القائم حول موضوع المرأة.
إن صورة المرأة الصحراوية\ البدوية قديما في ذهنية الذين لا يعرفونها هي عموما - مثلما قلنا سابقا- صورة غير واضحة الملامح ولا تخرج عن إطار إنها امرأة مضطهدة جسديا ومعنويا؛ تتزوج رغم انفها وتُطلق بدون سبب وتعيش حياتها تخدم الرجل وبلا رأي في أي شيء.



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء