نبض التاريخ: المغرب يشن حملة ضد الحكم الذاتي الأسباني سنة 1974م

Resultado de imagen de ‫احمد عصمان‬‎كما كتبنا في مقال سابق فإن نسخة من مشروع الحكم الذاتي الأسباني الذي أعده انطونيو كارو وزير الرئاسة المكلف بالصحراء الغربية، وقعت في يد الحسن الثاني في بداية جويلية 1974م، وان الملك الحسن الثاني بعث رسالة تهديد إلى فرنكو يقول له فيها أن المغرب سيلجأ لكل الوسائل إذا تعلق الأمر بتغيير السياسة الأسبانية في الصحراء الغربية. 

ولم تتوقف الهجمة المغربية على الرسالة التي بعث الحسن الثاني إلى فرنكو، لكن قام الوزير الأول احمد عصمان باستدعاء سفراء دول مجلس الأمن في الرباط، كل على حدة، وخص السفير الأمريكي بجلسة مطولة، بتاريخ 7 جويلية 1974م، ناقش معه خلالها موقف المغرب من قضية الصحراء الغربية في ظل تفكير أسبانيا في منح حكم ذاتي للإقليم.. في نقاشه مع السفير الأمريكي، طلب منه أن تستعمل الولايات المتحدة كل نفوذها كي تجعل أسبانيا تتراجع عن منح الحكم الذاتي للصحراء الغربية، وقال أن الحكم الذاتي هو فقط مجرد استمرار للاستعمار الأسباني، وأن الحل يكمن في إيجاد صيغة تضمن مفاوضات مباشرة بين المغرب وأسبانيا خارج إطار الأمم المتحدة، تضمن تسليم الصحراء، في الأخير للمغرب، وأن منح أسبانيا حكما ذاتيا لجماعة الشيوخ غير مقبول، وأن هذه الجماعة هي مجرد لعبة في يد أسبانيا توجهها كيفما أرادت، وأن حتى خيار الاستقلال لمجموعة قليلة من السكان هو فنتازيا، وأن أسبانيا في حالة تعلن عن الحكم الذاتي فإن ذلك سيجعل العلاقات بين البلدين تتوتر إلى اقصى درجة، وهو أمر لا تريده الولايات المتحدة.. ويقول الوزير المغربي للسفير الأمريكي أنه ما دامت الولايات المتحدة تريد هذه المنطقة آمنة فإنه عليها أن تقنع أسبانيا بالعدول عن فكرة منح الحكم الذاتي للإقليم، وفي حالة أن تكون أسبانيا مهتمة بالفوسفات وبخيرات الصحراء فإن المغرب مستعد لمنحها كل ما تريد مقابل أن تتخلى له عن السيادة على الإقليم.. حسب الوزير المغربي فإن الذي لا يريده المغرب هو دولة وهمية، لعبة في هذا الإقليم، يتم تحريك خيوطها في مدريد. وفي الأخير طلب من السفير الأمريكي أن تقوم الولايات المتحدة بنصيحة أسبانيا بالتريث، وأن تلك النصيحة سيتم أحترامها في مدريد، وثانيا عليها أن تضغط في أتجاه أن تحدث مفاوضات مباشرة بين المغرب وأسبانيا، وهذا الاقتراح الأخير هو المحبذ.. وتهجم الوزير المغربي على موريتانيا، وقال أنها هي الأخرى تطالب بالصحراء الغربية مثل المغرب، لكن أدعائها غير مؤسس، وانها تفعل ذلك فقط من أجل أن لا تكون لديها حدود مشتركة مع المغرب.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء