في سنة 1974م، بعد إعلان أسبانيا أنها ستقيم حكما ذاتيا في الصحراءالغربية
تحضيرا لتقرير المصير الذي يجب ان تشرف عليه الأمم المتحدة، وبعد أعتراض المغرب
على ذلك الإعلان ومناداته بمفاوضات ثنائية بينه وأسبانيا، رفض فرنكو بشدة، وبدأ
يتجه إلى الأمم المتحدة.. استنجد المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت هي
الأخرى ترسل إشارات قوية أنها مع مفاوضات ثنائية بين المغرب وأسبانيا يتم من
خلالها تسليم الصحراء الغربية إلى المغرب دون المرور بالأمم المتحدة..
حسب تقرير لسفارة الولايات المتحدة بالرباط صادر بتاريخ 15 جويلية 1974م تحت
الرقم 1974rabat03260_b
فإن السفير نيومان في لقائه بوزير الخارجية المغربي العراقي يوم
11 جويلية 1974م، فإنه أتى له بوثيقة تؤكد أن الولايات المتحدة ضغطت سنة 1957م على
أسبانيا نيابة عن المغرب كي يتم تسليم إقليم طرفاية الصحراوي للمغرب، وأن أسبانيا
كانت متمنعة ورفضت ذلك لولا ضغط الولايات المتحدة على فرنكو في ذلك التاريخ.. وأنه
هو – الوزير العراقي- ذهب سنة 1957م إلى واشنطن كي يطلب من كاتب الدولة للخارجية
الأمريكي، جون فوستر دولاس، أن يتدخل لدى أسبانيا كي تسلم للمغرب إقليم طرفاية الصحراوي
أصلا.. يقول العراقي للسفير الأمريكي أن كاتب الدولة الأمريكي للخارجية دولاس سأله
لماذا يصر المغرب على الحفاظ على هذه الحدود، فأجابه العراقي ان المغرب يعتبر
طرفاية خط فاصل بين المغرب والمستعمرات الأسبانية، لكن لا يتعرف به أنه خط حدود..
وحسب التقرير فإن وزير الخارجية الأمريكي دولاس بعد ان قرأ بنود الاتفاق الحدودي
بين المغرب وأسبانيا قرر أن يقف إلى جانب المغرب ضد أسبانيا في قضية ضم طرفاية
له..
هدف إثارة المغرب لقضية طرفاية سنة 1974م مع الولايات المتحدة، ودعم الولايات
المتحدة الأمريكية للمغرب ضد أسبانيا كي يتم فرض على هذه الأخيرة أن تسلم ذلك الإقليم
للمغرب، هدفه هو دفع الولايات المتحدة مجددا كي تضغط على أسبانيا لصالح المغرب كي
تبدأ مفاوضات مباشرة بين الطرفين يتم من خلالها تسليم الصحراء الغربية للمغرب مجددا،
وهو ما سيحصل، فعلا، لاحقا. ( الصورة جون فوستر دولاس وزير خارجية أمريكا سنة 1957م)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء