رغم التعتيم السياسي والإعلامي الذي حاول
المخزن وأجهزته المتعددة ان يصبغ به زيارة بان كي مون لعاصمة الصحراء الغربية
المحتلة، بئر لحلو، ورغم محاولات التقليل من أهمية وشأن تلك الزيارة، إلا أن المُصاب
بمرض الهستريا سرعان ما ينكشف أمره. فتصريح بان كي مون المتعمد، خلال الزيارة، وفي
مرات عديدة، أن المغرب قوة أحتلال جعل النار تشتعل في هشيم المخزن اليابس. في
الحقيقة بان كي مون، كأمين عام، وكمسئول أول عن الأمم المتحدة لم يأت بجديد حين
وصف المغرب بالقوة المحتلة، ولم يخترع أي مصلح عبقري يصف به المغرب. كل ما في
الأمر أن " كلمة أحتلال" هي فقط مسمار حجا الذي يريد المغرب أن يعلق
عليه محاولة منع زيارة بان كي مون في جويلية المقبل إلى العيون المحتلة.. فالمغرب
لا يريد الأمين العام ان يزور العيون في
جويلية القادم، وتنديده بزيارة الأمين العام وبوصف حالة احتلال هو فقط من أجل خلق
صراع مع الأمين العام حتى لا ينفذ الزيارة الموعودة إلى العيون في شهر جويلية
القام.. سيقطع المغرب العلاقات مع الأمين العام وحتى من الممكن أن يقطعها - إن لم
يكن قطعها فعلا- مع روس، وسيتم الأعتراض على الزيارة فعلا ورسميا وأحتمال كبير أن
لا تحدث إذا لم تكن هناك غمزة من أوباما.
وصف "أحتلال" هو الآن في الأمم
المتحدة وفي قراراتها ينطبق على قوتين في العالم هما المغرب وإسرائيل فقط. وهذا
الوصف – أحتلال- هو موجود في القرارات الأممية المكتوبة، والتي تعتبر وثائق رسمية
في الأمم المتحدة. بالنسبة لأعتبار المغرب "قوة أحتلال" هو وصف لم يأت
به بان كي مون، لكن يوجد في قرار رسمي معترف به من طرف الجميعة العامة في دورتها
في سنة 1979م ويمكن الرجوع إليه.
في أكتوبر من سنة 1979م كانت قضية الصحراء الغربية مطروحة بقوة أمام
الجمعية العامة . في الجلسات تناول ممثل البوليساريو الكلمة، وقال " إن
المغرب يشن حربا عدوانية ضد الشعب الصحراوي، وللأسف هناك دول – فرنسا- تتآمر معه
بوضوح، وهذا يفتح الطريق ان تصبح الحرب اوسع، وهنَّأ موريتانيا على خروجها من
الحرب، وأضاف ان البوليساريو مستعدة للحوار والتفاوض مع المملكة المغربية.
في تدخل ممثل المغرب هاجم موريتانيا، وقال إن تفاقها
مع البوليساريو غير شرعي، أما بقية المتدخلين فقد الحوا على ضرورة تمكين الشعب
الصحراوي من حقه في تقرير المصير. بعد مداولاتها المطولة تبنت الجمعية العامة
قرارا حاسما لصالح القضية الصحراوية يوم 21 نوفمبر 1979م، وفيه تم الاعتراف
بالبوليساريو كممثل وحيد للشعب الصحراوي وتم وصف المغرب بالقوة المحتلة. من القرار
نقرأ النقاط المهمة التالية:
- يؤكد
الحق المشروع لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير والاستقلال طبقا لميثاق الوحدة
الافريقية والامم المتحدة وأهداف قرار 1514، كما يؤكد شرعية الكفاح الذي يخوضه هذا
الشعب من أجل حصوله على استقلاله كما تؤكد ذلك قرارات المنظمات العالمية.
4- يشجع اتفاق السلام بين البوليساريو
وموريتانيا، ويعتبر أن هذا الاتفاق يشكل مساهمة في ديناميكية السلام لإيجاد حل
نهايئ وعادل للقضية الصحراوية.
6- يطلب من المغرب ان يساهم في ديناميكية السلام
وان ينهي أحتلالـه للصحراء الغربية.
أهم
نقطة في القرار، بالإضافة إلى وصف المغرب بقوة الاحتلال، هي الاعتراف بجبهة البوليساريو كممثل وحيد للشعب
الصحراوي، والذي جاء في النقطة السابعة من القرار كما يلي :" يذكر بهذه
المناسبة ان البوليساريو هي الممثل الوحيد للشعب الصحراوي، وتُشارك في أي بحث عن
حل سياسي عادل دائم ونهايئ لقضية الصحراء الغربية طبقا لقرارات وتوصيات المنظمات
الدولية."
إذن، المغرب، في قرارات الجمعية العامة للأمم
المتحدة هو قوة أحتلال وتكرار بان كي مون لذلك ليس بجديد إطلاقا..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء