مع منتصف شهر جويلية سنة 1974م حدثت حرب طاحنة في الكواليس وفي الأمم المتحدة
بين المغرب وأسبانيا؛ فهذه الأخيرة مصرة على أن يتم منح الإقليم مرحلة انتقالية
تحت حكم ذاتي يكون متبوعا بتقرير كامل
تشرف عليه الأمم المتحدة، بينما المغرب لا يريد سماع كلمة الأمم المتحدة، ويريد أن
تتم مفاوضات مباشرة بينه وأسبانيا ليتم تسليم له الصحراء الغربية بسهولة وبدون
تعقيدات. لكن المغرب يلزمه دعم الولايات المتحدة، فهي الوحيدة القادرة على جر أسبانيا
من أذنها بواسطة الضغوطات للجلوس مع المغرب للتفاوض.. فحسب وثيقة أمريكية صادرة عن
سفارتها بالرباط بتاريخ 17 جويلية سنة 1974م تحمل رقم 1974rabat03342_b
فإن الإدارة الأمريكية رغبت في معرفة توجه الدول العربية حول قضية الصحراء
الغربية.. فحسب التقرير فإن السعودية، حسب سفيرها، تتضامن مع المغرب في مطالبه
بالصحراء الغربية،(..) وان المغرب هو الأحق بالصحراء الغربية، وأنه قدم تنازلات
لجيرانه بتوقيع اتفاق الحدود مع الجزائر والاعتراف بموريتانيا مقابل سكوتهما عن
حصوله على الصحراء الغربية، وأن العالم العربي لن يطالب المغرب بمزيد من التنازلات
لصالح جيرانه، وأنه ليس هناك ما يدفع المغرب للتنازل لموريتاينا عن جزء من حدوده
أو تقاسم الصحراء معها، وأنه لا توجد دولة عربية واحدة تؤيد أن تبقى أسبانيا في
الصحراء لمدة أطول، وان الحل الوحيد المتبقي أمامها هو الاتفاق مع المغرب حول
مصالح أقتصادية مستقبلية في الصحراء.. ويقول التقرير أنه حسب السفير السعودي في
الرباط فإن الضغط المغربي سيتواصل إلى غاية أن تتوقف أسبانيا عن تكتيكها، وأنه
مستعد للجوء إلى القوة في حالة ما ترفض أسبانيا الجلوس معه للتفاوض.. إن الحكومة
السعودية والكثير من الدول العربية - يقول التقرير- حسب سفيرها، فإن دولة صحراوية
هي غير قابلة للوجود وليست خيارا لوضع القائم.. إن وجو دولة مستقلة في الصحراء
يمكن أن يسبب قلاقل، وان الدول العربية تفضل حلا سلميا لتجنب مشاكل مستقبلية..
بالنسبة لموقف الكويت، يقول التقرير، أن سفيرها في
الرباط أتصل به ليعلمه أن بلاه تؤيد المغرب في مطالبه، وأنه في حالة صراع بين
أسبانيا والمغرب فإن الكويت تقف إلى جانب المغرب، أما في حالة صراع بين المغرب
ودولة عربية – يقصد الجزائر- فإن الكويت تفضل أن يتم الصلح بينهما سلميا، وإذا تم
ذلك فإن الكويت تقف إلى جانب المغرب. بالنسبة لموقف تونس يقول التقرير أن السفير
أتصل بالسفارة التونسية في الرباط، وأنها أخبرته أن بلادها لا تجد صعوبة في تأئيد
المغرب في "تحرير" الصحراء، لكنها لا تقف معه في مطالبه بمناطق أخرى-
يقصد موريتانيا-.
حسب ما يبدو من التقرير فإن الولايات المتحدة كانت تريد أن تعرف إلى
أين سيميل الثقل العربي في قضية الصحراء الغربية، وأنها أصبحت عازمة على رسم خطة للضغط
على أسبانيا كي تقبل التفاهم مع المغرب لتسليم الصحراء الغربية له..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء