يبدو أن الضغط
الذي مارسه المغرب والحملة التي شن على الأمين العام للأممالمتحدة بسبب استعماله
لمصطلح " الاحتلال" قد جعلت مكتب بان كي مون يرتبك كثيرا ويتعثر في رده
وحتى في تعريفه للاحتلال. ففي حين كان من الأجدر بمكتب الأمين العام أن يواجه
الاحتلال المغربي بالقانون الدولي وبالمصطلحات الموجودة في تعريف كلمة "
الاحتلال" ويوقف المغرب عند حده بالحجة وبالتعريف الأكاديمي، جاء الرد مدهشا
وكثيرا. لنقرأ بعضا من رد مكتب الأمين العام على الحملة المغربية ضد استعمال كلمة
" احتلال" ضد المغرب. يقول مكتب الأمين العام ردا على المغرب:" إن لجوء الأمين العام لاستعمال
كلمة "احتلال" أثناء تطرقه لقضية الصحراء الغربية خلال جولته منذ أيام،
يعني "عدم قدرة اللاجئين الصحراويين على العودة إلى منازلهم بسبب ظروف –
خارجة عن إرادتهم- تتضمن التدابير العادية للحكم التي يتمكن من خلالها جميع
الصحراويين من التعبير عن إراداتهم بحرية."
هل فهمتم شيئا يرحكمكم الله. هل هذا هو تعريف
الاحتلال الحقيقي الذي هو في كل مخيلة أحتلال عسكري بالقوة. الاحتلال هو الاحتلال
بالقوة، ولا يوجد تعريف آخر له، والأمم المتحدة هي التي يجب أن تثقف الناس بمعنى
الاحتلال، لإن تعريف الاحتلال مسئولية الأمم المتحدة بالدرجة الأولى. لنعود إلى
القواميس والموسوعات لنرى ما هو تعريفه الحقيقي.عرَّفت الموسوعة العسكرية الأحتلال أنه وضع دولة او منطقة ما
تحت سلطة ونفوذ قوة عسكرية مسلحة غازية، وهو أمر ينشأ عنه ظرف خاص تزول فيه سلطة
الحكومة الشرعية للدولة او الاقليم وقيام سلطة الاحتلال بدور السلطتين التشريعية
والتنفيذية.
وعرَّفت اتفاقية لاهاي لعام 1907 الأحتلال بتمكن
قوات دولة محاربة من دخول إقليم دولة أخرى والسيطرة عليه كليا أو بعضه بصفة فعلية
وهو أ حد اشكال العدوان.
وأشارت المادة 42 من لائحة لاهاي الى أن الإقليم يعد محتلاً
عندما يصبح فعلا تحت سلطة الجيش المعادي وان الاحتلال لايمتد الى الاقاليم التي
لاتقوم فيها هذه السلطة أي سلطة الاحتلال.
والأحتلال هو أحد مراحل الحرب والغزو النهائية، وهو أحد حالات
العدوان بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة المرقم 3314 لعام 1975.ويميز
القانون الدولي بين حالتي الحرب والغزو والاحتلال العسكري فالأولى مرحلة الاشتباك
والقتال على ارض المعركة والثانية هي المرحلة التي تنجح فيها القوات الغازية في
كسب الحرب والاستيلاء على اراضي الدولة او جزء منها وفرض سلطة جديدة تنتزع السيادة
من الدولة الأم.
وتلجأ سلطة الاحتلال لاتخاذ سلسلة من الاجراءات للقيام بدور
السلطتين التشريعية والتنفيذية لكي تضمن مصالحها وأمن قواتها كتشكيل حكومات محلية
او مجلس حكم من شخصيات عميلة او حكومة عسكرية للأغراض المدنية او تعيين حاكم عسكري
او مدني, وكذلك تشكيل قوات عسكرية محلية موالية من عناصر عميلة تتولى مساعدة قوات
الاحتلال على حفظ الأمن. (المرجع مركز الثورة العربية
للاستشارات العسكرية).
لكن يبدو ان الضغط كان قويا على الأمين العام
للأمم المتحدة وهو ما أضطره إلى أختراع هذا التعريف الغريب المتسلل.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء