مع منتضف شهر جويلية سنة 1974م بدأت معركة الصحراء الغربية السياسية. رفض
فرنكو أن يعدل عن فكرته في منح حكما ذاتيا للصحراء يقود في النهاية إلى تقرير
المصير، وبالموازاة مع ذلك بدأ المغرب يضغط.. قام الملك ببعث وزير خارجيته إلى
الجزائر يوم 16 جويلية، وإلى تونس يوم 17 من نفس الشهر.. في الجزائر استقبل بومدين
وزير خارجية المغرب العراقي، وأثناء الاستقبال لقن بومدين للوزير المغربي درسا في
الكرامة لن ينساه.. كان الوزير المغربي مرتعبا وخائفا، وبسبب الخوف ربما ظن أنه في
المغرب.. أثناء المصافحة انحنى الويز المغربي احمد العراقي ليقبل يد بومدين، لكن
هذا الأخير، الثائر، الرجل جذب يده من الوزير بقوة وهو يقول له: قف لا تنحني ولا
تقبل يدي أنت في الجزائر بل الأحرار..
ورغم
أن المغرب، في تلك الأيام، كان يعد العدة للقطيعة مع الجزائر بسبب موقفها من
الصحراء الغربية، ويريد الانفراد بالقضية وحده، إلا أن الملك الحسن الثاني بعث وزيره
للخارجية ليذهب إلى الجزائر بوقاحة، يطلب منها أن تدعمه ضد أسبانيا، وأنه سيستعيد
الإقليم. في نفس اليوم الذي تم بعث فيه وزير خارجية المغرب إلى الجزائر، كان الملك
يلتقي بثلة من الخونة المحسوبين على المعارضة وليبعثهم إلى الخارج لجمع الدعم
السياسي للهجوم على الشعب الصحراوي وتصفيته.. كان هناك من بين الذين تم أختيارهم
للقيام بالمهمة القذرة عبد الرحيم بوعبيد من القوات الشعبية، بوستة من حزب
الاستقلال، أحرضان من الحركة الشعبية، والخطيب من الحركة الشعبية الديمقراطية،
وعلي يعتة من الحزب الشيوعي.. في الاجتماع أصر الملك على "استعادة"
الصحراء بكل الوسائل. وبالتوازي مع الهجوم السياسي قام المغرب باستدعاء قواته
الاحتياطية وحشرها على الحدود مع الصحراء الغربية استعدادا للحرب، وأوقف التجارة
مع سبتة ومليلية للضغط على أسبانيا أكثر، وتم منع السواح الأسبان من الذهاب إلى جبل
طارق عن طريق المغرب.. وحين كان المغرب يقوم بكل هذه التحضيرات لغزو الصحراء
الغربية، كانت موريتانيا، من جهتها، تدعو إلى عقد قمة ثلاثية بين وزراء خارجية الدول
الثلاث المجاورة للصحراء الغربية لتدارس الموضوع، وحين رفض المغرب ذلك قررت
موريتانيا دعوة أسبانيا مكان المغرب لحضور الندوة، لكنها فشلت في الأخير.. أسبانيا
من جانبها أرات أن تهدئ الوضع الذي لم يكن في صالحها، وأعلنت، بطريقة غير مباشرة
من خلال بيان، أنها ستحاول البحث في القريب العاجل عن طريقة ترضي بها مصالح الدول
المجاورة. كان ذلك بداية نهاية الحكم الذاتي الذي كانت أسبانيا تنوي تطبيقه في
الصحراء الغربية. لم يتم الإعلان عنه في الأمم المتحدة وتم سحبه من فوق الطاولة،
وبدأت القضية تتجه نحو التصعيد
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء