ورغم
أن المغرب، في تلك الأيام، كان يعد العدة للقطيعة مع الجزائر بسبب موقفها من
الصحراء الغربية، ويريد الانفراد بالقضية وحده، إلا أن الملك الحسن الثاني بعث وزيره
للخارجية ليذهب إلى الجزائر بوقاحة، يطلب منها أن تدعمه ضد أسبانيا، وأنه سيستعيد
الإقليم. في نفس اليوم الذي تم بعث فيه وزير خارجية المغرب إلى الجزائر، كان الملك
يلتقي بثلة من الخونة المحسوبين على المعارضة وليبعثهم إلى الخارج لجمع الدعم
السياسي للهجوم على الشعب الصحراوي وتصفيته.. كان هناك من بين الذين تم أختيارهم
للقيام بالمهمة القذرة عبد الرحيم بوعبيد من القوات الشعبية، بوستة من حزب
الاستقلال، أحرضان من الحركة الشعبية، والخطيب من الحركة الشعبية الديمقراطية،
وعلي يعتة من الحزب الشيوعي.. في الاجتماع أصر الملك على "استعادة"
الصحراء بكل الوسائل. وبالتوازي مع الهجوم السياسي قام المغرب باستدعاء قواته
الاحتياطية وحشرها على الحدود مع الصحراء الغربية استعدادا للحرب، وأوقف التجارة
مع سبتة ومليلية للضغط على أسبانيا أكثر، وتم منع السواح الأسبان من الذهاب إلى جبل
طارق عن طريق المغرب.. وحين كان المغرب يقوم بكل هذه التحضيرات لغزو الصحراء
الغربية، كانت موريتانيا، من جهتها، تدعو إلى عقد قمة ثلاثية بين وزراء خارجية الدول
الثلاث المجاورة للصحراء الغربية لتدارس الموضوع، وحين رفض المغرب ذلك قررت
موريتانيا دعوة أسبانيا مكان المغرب لحضور الندوة، لكنها فشلت في الأخير.. أسبانيا
من جانبها أرات أن تهدئ الوضع الذي لم يكن في صالحها، وأعلنت، بطريقة غير مباشرة
من خلال بيان، أنها ستحاول البحث في القريب العاجل عن طريقة ترضي بها مصالح الدول
المجاورة. كان ذلك بداية نهاية الحكم الذاتي الذي كانت أسبانيا تنوي تطبيقه في
الصحراء الغربية. لم يتم الإعلان عنه في الأمم المتحدة وتم سحبه من فوق الطاولة،
وبدأت القضية تتجه نحو التصعيد
الصحراء الغربية
ذاكرة الصحراء الغربية
نبض التاريخ: بومدين يقول للوزير المغربي للخارجية: لا تنحني فأنت في الجزائر
التالي
« الموضوع السابق
« الموضوع السابق
السابق
الموضوع التالي »
الموضوع التالي »
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء