بعد مرور أربعين سنة لدولة في اللجوء ووطن محتل وشعب مقسم جزء في مخيمات عانت الأمرين تحت وطأة مناخ صعب وإمكانيات عديمة وعيشة اقل مايقال عنها الجوع وجزء في اكبر سجن لشعب على أرضه تحت وطأة احتلال مملكة الطاغوت تمارس فن الممنوع وتفقه في الجور وتطمح للتوسع على حساب صحراوي رفض الخنوع والخشوع ووقف مستسئدا في وجه الدمار.
إن مجريات الأحداث التي تمر بها القضية الصحراوية لم تأتي من وحي الخيال بل ترابط وثيق للتضحيات هذا الشعب بمختلف مكوناته ومشاربه كل من موقعه وطبقا لما هو متاح له من إمكانيات وطاقة تفتح له باب المساهمة الفعلية المباشرة وغير المباشرة.
البوليساريو إستراتيجية الدبلوماسية الدولية التي انتهجت لكسب التأييد وعملها الميداني في توعية قواعد الشعبية وبناءها لتكون مادة مؤطرة للرقي بمؤسسات الدولة الصحراوية في ارض اللجوء وتكوين جيش شعبي قادر ومحكم ذو ساعد متين عكس نجاح التنظيم السياسي الصحراوي على جميع المستويات.
تنظيم فعل نضالي سلمي عمودي وافقي أسس لمقاومة شعبية مخضرمة عاصرة مرحلة الحرب بتنظيم عمودي ومرحلة لا سلم ولا حرب بتنظيم أفقي الذي أشعل فتيل انتفاضة لم يتوقف انتشارها حد المناطق المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية لالالا بل وصل صداها حتى عفر دار الاحتلال.
اعتراف أكثر من 80 دولة ومقعد دائم في منظمة التحاد الإفريقي الذي يضم أكثر من خمسين دولة افريقية والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية واعتماد الأمم المتحدة الجبهة الشعبية للتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ممثلا شرعيا للشعب الصحراوي وإدراج القضية الصحراوية ضمن لوائح الأمم المتحدة بموجب القرار رقم 1415 وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية الوازنة التي أيدت حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ودفاع جمعيات المجتمع المدني العالمي المتضامن والتعتيم الإعلامي الذي كسرته تضحيات الشعب.
كل هذا شكل قاعدة معقدة وصلبة أمام محاولات المغرب ومن وراءه من لوبيات مصاصي الدماء في ردع وضعية الهجوم الذي أصبحت عليه القضية الصحراوية حسب إفادة سلطان مملكة الطاغوت في خطاب المجون
لا الأموال ولا القوى التي يقال عنها العظمى استطاعت أن تزيح مكسبا من المكاسب التي حققت
عندما نرى كل هذه المنجزات على مدى 40 سنة من زاوية خارجية تتجلى لنا وبشكل واضح الخلفيات التي استسغ منها بانكيمون كلمته الشهيرة أن 2015 هي سنة حسم واليوم وعد ووفى . وما لم يستطع المغرب تداركه هو أن فعل الحسم كان
استئناف كريستوفر روس للزيارات المكوكية رغم انف النظام المغربي كان حسما
استكمال مراسيم تسليم مهمة مبعوثة الأمم المتحدة كيم بولديك كان حسما
الاتصال الهاتفي لبانكيمون ليلا كان حسما وووووو.......
الزيارة الأخيرة وما للزيارة من مال وانعكاسات سياسية ودبلوماسية لصالح الصحراويين هي النقطة التي أفاضت الكأس وجسدت بشكل واضح بشكل واضح معالم تعنت المغرب وعدم انصياعه لمقررات الأمم المتحدة وتلاعباته المستمرة ورفضه تطبيق مضامين القانون ومن كان ستارا لكل الخروق
إن دول الظل العالمية وبالأخص نظام الحماية الفرنسي الذي تنتهجه بجانب مستعمرتها المغرب كان دائما أداة يستعملها للتنازل مقابل التنازل ناهيك عن سياسة الأمم المتحدة التي تدير الملفات عبر سياسة الموازنة للطرفين بغية الاحتضان الدائم للنزاعات لأنها ترى مصداقيتها وفعاليتها في رعاية المشاكل الدولية من اجل ديمومة هذه المنظمة واستمرارها , لكن نزاع الصحراء فرض عليها الخروج من بوثقة الصمت من أجل الإقناع إلى سياسة المواجهة
مما جعل العدو يدخل في حالة هستيريا العزلة الكاملة .من قبل بيان وزارة الخارجية المغربية لكل الوزارات يدعو لتجميد التعامل مع مؤسسة الاتحاد الأوروبي ردا على المحكمة الأوروبية و قرارها الداعي بتوقيف اتفاقية المنتجات الفلاحية الصحراوية التي يستغلها نظام الاحتلال وحملة الفعفعة ضد السويد وألان مسيرة الرباط التي ابانت ان المغرب سلطة ظالمة وتحرك شعبا فارغا لايفقه شيـأ سوى الدفاع عن (طرف ديال الخبز).
بيان وزارة الخارجية و التعاون المغربية الذي ينص على تقليص مساهمة المغرب في بعثة المينورسو والذي يبرز انه لم يعد منخرطا في مسلسل السلام
كل هذه الإشارات المتوالية و التطورات تدخل المغرب في حالة جنون سياسي يضرب فيها مساعي الأمم المتحدة في إيجاد حل سلمي للنزاع ويورط دولا عظمى لتغوص في حالة يأس في وقت كانت تطمح لامتلاك القرار في شمال إفريقيا عن طريق تواطئها معه.
إن دولة الاحتلال تدق طبول الحرب
فمن سيبدأ ياترى.........؟
محمد لمين امحمد
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء