رغم اللغط الكثير الذي أثير
في المغرب وفي إعلام المخزن،والذي صاحب زيارة الأمين العام للمنطقة، وهي الزيارة
المخصصة للصحراء الغربية ومحاولة تحريك، ولو عبثا، جمودها، ورغم محاولة منع
الزيارة والذهاب حتى إلى سيول الكورية لمنعها، يبدو ان كل شيء فشل في منع الزيارة
أخيرا وأصبحت أمرا واقعا. أهم نقطة في اجندة الزيارة هي وصول بان كي مون إلى بئر
لحلو، المدينة التي تكتسي رمزية خاصة في التاريخ الصحراوي والجغرافيا الصحراوية.
فالمغرب كان غافلا عن أن بئر لحو هي العاصمة المؤقتة للجمهورية الصحراوية، وكان
يعتبر ان التفاريتي هي العاصمة المؤقتة بسبب ما أثير حولها من لغط في السنوات
الماضية بسبب أحتضانها للمؤتمرات واللقاءات الكبيرة والاحتفالات. فلو كان المغرب
لم يغفل عن أن بئرلحلو هي العاصمة المؤقتة للجمهورية العربية الصحراوية
الديمقراطية، وهي التي تأسست فيها الجمهورية الصحراوية يوم 27 فبراير 1976م، كان
حاول عرقلة زيارة الأمين العام لها أو طلب أن تتم لمدينة التفاريتي.
الآن فات القطار. حين
عرف المغرب أنه لم تعد باليد حيلة، وأن الزيارة هي أمر واقع لا يستطيع المخزن
تغييره، لجأ إلى استراتيجية أخرى هي الصمت
الأخرس والتعتيم الإعلامي.. فالمواقع والجرائد الالكترونية المخزنية الكثيرة التي
تطحن عباد الله صباحاً مساءاُ بالكذب والتضليل والدعاية المغرضة سكتت وأمتلأت
افواهها بالدقيق أو الرمل حين تعلق الأمر بوجود بان كي مون في بئر لحلو. لم يتم
ذكر أي خبر عن زيارة الأمين العام لبئر لحلو، ولم يتم الحديث عنها لا من بعيد ولا
من قريب. فبما أن المغرب لا يستطيع أن يمنع طائرة بان كي مون من النزول في بئر لحلو،
حسب الأمم المتحدة، فاستراتيجية الصمت وإهمال الموضوع هي الأفضل بالنسبة للمخزن. فلو
كان المخزن أثار الموضوع، إعلاميا وسياسيا، مثلما هي عادته فيمكن ان تكون النتائج
عكسية. سيتم الحديث عن أن الأمين العام نزل، رغم أنف المغرب، في منطقة هي في عمق
الصحراء التي يدعي المغرب أنها جزءا منه، وانه سار على لابساط الأحمر، وتم عزف له
النشيد الوطني الصحراوي، والتقى بالمسئولين الصحراويين، وسيتم انتقاد المخزن في
تفريطه في هذه المدينة، ومن الممكن أن تُثار مشاكل أكبر. لهذا فالصمت خير..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء