كانت رحلة احمد عصمان
واحمد العراقي إلى أسبانيا، والتي دامت يومين- يوما 13- 14 غشت- قد شكلت تحولا في
جذريا في السياسة الأسبانية اتجاه الصحراء الغربية: جمدت أسبانيا خطة الحكم
الذاتي، بدأت تشك في ما قاله لها المغرب من أن دولة في الصحراء ستكون تحت سيطرة
الاتحاد السوفياتي، وقررت أن تتصل بالأمم
المتحدة وتطلب منها أن تنظم الاستفتاء في الصحراء الغربية. أثناء تواجد الوفد
المغربي في مدريد أتصل به الملك الأسباني المستقبلي
خوان كارلوس- لازال آنذاك لم يتقلد المنصب، لكن ينتظر- وتباحث معه سريا، ويبدو أنه
أتفق معه أن يحدث توافق مغربي- أسباني بعد موت فرنكو المريض. حسب البيان الختامي
لتلك الزيارة فقد ورد أن المحادثات بين الطرفين الأسباني والمغربي تمت في جو ودي،
وأنها ثمنت القرب الجواري تاريخيا وجغرافيا بين البلدين، وأن المحادثات كانت مفيدة
وبناءة، وان كل طرف قدم مواقفه بكل صراحة."
وحسب الصحافة الأسبانية
الصادرة آنذاك- abc- فإن المحادثات دامت سبع ساعات بين الوفدين، وهو ما يجعلها كانت
محادثات حاسمة، وان الطرف الأسباني وصفها بأنها لم تكن محادثات عدم تفاهم، وان
القرار الذي تم اتخاذه في النهاية هو مواصلة المشاورات والمفاوضات.... بالنسبة
للجانب المغربي فقد وصف اللقاء بأنه إيجابي تماما، أنه تم هناك تحسن في جو
العلاقات بين البلدين.
ورغم ان فرنكو كان
معروفا بتشدده في قضية الصحراء ورفضه للمحادثات مع المغرب إلا أن ذلك اللقاء كشف
أن الأمور خرجت من تحت سيطرته. فاتصال خوان كارلوس بالوفد المغربي ومحادثاته معه
سريا كان لها تأثير معنوي كبير على تلك المفاوضات. فالذي استنتجه الوفد المغربي هو
أن خوان كارلوس كان مستعدا لتسليمهم الصحراء الغربية إذا مات فرنكو وتقلد هو
المنصب..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء