بعد أرشفة خطة الحكم الذاتي الأسبانية في الصحراء
الغربية يوم 13 غشت،أعلنت اسبانيا أنها ستتصل بالأمم المتحدة لتخبرها أنها ستنظم
استفتاء في الصحراء الغربية. بالنسبة لأسبانيا كانت تهدف من وراء خطة الحكم الذاتي
إلى محاولة تشريع لبقائها مدة أطول في الإقليم لتستفيد من خيراته، وهي المدة التي كانت
ستحضره فيها، أيضا، للاستقلال مع بقاء العلاقات التي تربط الاستعمار بمستعمراته. لكن المغرب رفض ذلك ورفضته جبهة البوليساريو،
وبالتالي وجدت أسبانيا نفسها مضطرة ومكرهة لتغيير سياستها، وفضلت أن تتخلص من القضية
بوضعها بيد الأمم المتحدة التي كانت، ومنذ سنة 1966م، تطالب بتنظيم استفتاء. ولم
تتصل أسبانيا بالأمم المتحدة وحدها، لكن أتصلت أيضا بسفارة الولايات المتحدة
بالرباط لتسرب لها خبر أن الاستفتاء سيتم إجراؤه قريبا. حسب تقرير لسفارة الولايات
المتحدة الأمريكية بالرباط بتاريخ 19 غشت 1974م ويحمل الرقم 1974rabat03937_b فإن
السفير الأسباني بالرباط، وهو صديق للمغاربة، أتصل بالسفير الأمريكي وسرب له الخطة
الأسبانية للاستفتاء التي كان المغرب لم يعلم بها بعد.
حسب التقرير المذكور فإن السفير الأسباني في
الرباط أبلغ نظيره الأمريكي سريا أن أسبانيا ستجري استفتاء في الصحراء الغربية
عاجلا، وسيتم إجراؤه أياما قليلة بعد الإعلان عنه. وحتى يشعل فتيل الأزمة أكثر
أخبر السفير الأسباني السفارة الأمريكية أن أسبانيا أشعرت المغرب في مفاوضاهما
المباشرة بعد زيارة عصمان والعراقي إلى مدريد، أنها ستجري الاستفتاء. لكن الحقيقة
غير ذلك، فما أخبر به الأسبان نظرائهم المغاربة هو أن الحكم الذاتي سيتم تجيمده في
انتظار مواصلة المشاورات، وهو ما أعلنته المغرب انتصارا سياسيا على أسبانيا ففتح
الحدود مع سبتة وطلب من صحافته أن تكف عن مهاجمة أسبانيا وتم تطبيع فعلي للعلاقات أبتداء
من يوم 13 غشت..
وحسب تعليق السفير الأمريكي في تقريره المذكور فإنه في
حالة أن تقوم أسبانيا بخطوة أحادية وتلعن عن الاستفتاء دون أن تتفاهم مع المغرب مسبقا
فإن الوضع سيتوتر أكثر، وستتدهور العلاقات من جديد. فعلا سرب السفير الأمريكي
المعلومات الأسبانية إلى السلطات المغربية وبدأت الحملات الإعلامية في اليوم
الموالي لمهاجمة أسبانيا وتوتر الوضع على الحدود سواء بين المغرب والصحراء الغربية
أو بين سبتة والمغرب.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء