الوضع متوتر في مجلس الأمن بين فرنسا والأمين
العام، ولا يبدو انأحد الطرفين – إلى حد الآن- يريد التنازل عن موقفه وترك الحبل
للآخر. فبان كي مون غاضب من المغرب ومن ممارساته ومن سياسته، ويريد ان تراقب
المينورصو حقوق الإنسان، كما يريد أن لا يتم ذكر الحكم الذاتي.. وبين تصلب الأمين
العام وتصلب فرنسا سيكون من المرجح أن يتم الاحتكام، كالعادة، إلى " حكمة"
الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة وبريطانيا تريدان إيجاد صيغة لا تدفع إلى
التوتر في المنطقة ولا إلى إعلان الحرب ولا إلى سحب المينورصو، ويدعمان بان كي مون
سريا في أن تتم مراقبة حقوق الإنسان من طرف المينورصو، وأن لا يتم ذكر الحكم
الذاتي، لكن فرنسا تقف بقوة في الجهة المقابلة، والمغرب يهدد أنه في حالة ان لا
يتم ذكر الحكم الذاتي، وفي حالة ان يتم ذِكر مراقبة حقوق الإنسان من طرف المينورصو
فإنه سيطرد البعثة وسيلجأ إلى توتير الوضع عامة.. في هذا الجو المشحون يطل الدب
الروسي برأسه من الثلج. روسيا تؤيد ان يبقى الوضع على ما هو عليه: المفاوضات،
تواجد المينورصو، مواصلة البحث عن حل ولا يهمها لا تقرير المصير ولا أي شيء.
وبين تشدد بان كي مون الضعيف عمليا في ان تراقب
المينورصو وضع حقوق الإنسان، ويتم القضاء على الحكم الذاتي، وبين تشدد المغرب- في
الحقيقة فرنسا- في أن يتم التأكيد على الحكم الذاتي وأن لا تراقب البعثة وضع حقوق
الإنسان، ستحاول الإدراة الأمريكية- الحَكم- احتمالا أن تأخذ العصا من المنتصف: لا
تعطي للمغرب كل ما يريد ولا تعطي لبان كي مون كل ما يريد. يمكن مثلا أن لا تراقب
المينورصو وضع حقوق الإنسان لكن لا يتم ذِكر الحكم الذاتي " كحل" واقعي
وذو مصداقية.
في ظل هذا التجاذب يمكن ملاحظة الغياب والصمت الفعلي
لنا نحن الصحراويين عن الساحة. لا أحد الآن يعرف ماذا يريد الطرف الصحراوي من مجلس
الأمن في جلساته هذه؟
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء