بعد إقناع ولد داداه بالتحالف مع الحسن الثاني بدأت تونس تلعب دورها في
الترويج لتقسيم الصحراء الغربية. فحسب مقابلة لوزير الخارجية التونسي الحبيب الشطي
لصحيفة الحياة اللبنانية الصادرة بتاريخ 17 سبتمبر 1974م، فإنه عبَّر عن أمله في
أن يتم التوصل إلى حل بموجب المفاوضات بين المغرب وموريتانيا من جهة وأسبانيا من
جهة أخرى.. إن تونس يقول وزير الخارجية التونسي في مقابلته مع جريدة الحياة اللبنانية:
" تؤيد المبادئ الواردة في قرارات الأمم المتحدة، التي تنادي بإجراء استفتاء
في الإقليم، لكنها تعارض ان يتم طرح الاستقلال كخيار. إن تونس تعتقد- حسب الوزير- إن ميلاد دولة في
هذه المنطقة هو مستحيل لإنه يوجد عدد قليل من السكان، ولإن هناك شروط مطلوبة لقيام
دولة هي غير متوفرة. ففي حالة ان تستقل الصحراء الغربية- يقول الوزير التونسي- فإن
ذلك يعني أن أسبانيا ستخرج من باب وتدخل من باب آخر.
كان ذلك التصريح المعادي لقيام دولة صحراوية هو أول تصريح تنحاز فيه تونس
مباشرة إلى الاحتلال المغربي رغم علاقاتها الجيدة آنذاك مع الجزائر.. المشكلة ان الوزير التونسي نسى أن تونس، دولته،
هي دويلة مجهرية ولا يمكن العثور عليها في الخريطة، وان الصحراء الغربية هي أكبر
من بريطانيا..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء