في سنة 1975م، أيدت دول الخليج كلها، تقريبا،
بصورة صريحة لالبس فيها، الغزو المغربي للصحراء الغربية، وتقدمت وفود تلك الدول،
كلها، المسيرة المغربية الغازية، ومنذ ذلك التاريخ ودول الخليج تتحمل على عاتقها، ماليا
وبدون حساب، دفع فاتورات نفقات حرب الصحراء الغربية كلها مضخمة بما فيها المحروقات
وأجور الجنود، وبقيت تصبر وتصبر على ابتزاز المملكة المغربية حتى اليوم. في السنة
الماضية حدثت طفرة تراجع عائدات البترول، وبدأ المغرب يحلم بالورد في الطريق وبرائحة
الربيع في الجو. حلم المغرب أن يكون ذلك التراجع في عائدات البترول مهما بالنسبة
له لإن غريمته، الجزائر، التي تعتمد على البترول والغاز "ستعرف" أزمة، وستقوم
فيها ثورة ويحدث انقلاب ويأتي نظام يقف مع الممكلة ويعيطها الصحراء الغربية مغلفة
وملفوفة في ورق من الذهب، ويصبح الملغرب دولة كبيرة ويستحوذ على موريتانيا وصحراء
الجزائر وعلى إفريقيا. هكذا حلم المغرب، لكن ذلك الحلم انقلب، فجأة، كابوسا.
فتراجع عائدات البترول، جعل الدول التي كانت تدفع بالدولار وبدون حساب للملكة
الصديقة تقفل الحنفية الدولارية، وتقوم بتقشف يمس دعم المغرب نفسه. فمنذ شهر أوت
الماضي لم يتلقى المغرب من دول الخيج ما عدا حزمة واحدة من العائدات التي كانت
تقدم له كل أربعة أشهر، وهي حزمة لا تكفي لشهرين.. وبدل أن تتأثر الجارة الجزائر
بخفض عائدات البترول تأثر المغرب، وربما بدأ المغرب - وليس الجزائر-، يحلم أن يعود
النفط للارتفاع. فخفض ثمن البترول جعل الجزائر تراجع فاتوراتها وتراجع حساباتها
وتمتحن نفسها هل تصمد بدون بترول أم لا؟ الآن مر عامان على خفض سعر البترول ويبدو
أن الجزائر بقيت صامدة ولم تتأثرن لكن، بالمقابل، تأثر المغرب الحالم..
ففي قمة الخليجيين الأخيرة بالسعودية كان الملك
المغربي ضيفا على القمة، وأراد أن يجعل منها ندوة دعم استعجالي له ولنظامه بسبب
رفض دول الخيلج دعمه ماليا كل واحدة على حدة، وهدد أن المغرب سيقع في يد نظام آخر
لا يحب الممالك إذا لم تنجده الممالك الصديقة.. الدعم المالي، وهو المهم، لم يحصل
ولقاء اوباما لم يحصل، وهو ما جعل الملك المغربي يغضب وينسحب من المداولات.. لم
يحصل حتى على تعهد مستقبلي بالدعم بالمال. في الخليج الآن، وبسبب الأزمة في اثمان
البترول، المال خط أحمر. وحتى يتم التوصل إلى حل وسط بين الملك المغربي والممالك
الخليجية التي أصبحت بخيلة، تم إيجاد حل وهو أن تُشهر تلك الدول بدعمها السياسي
للمغرب في قضية احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية.. لكن هذا الدعم لا يمسح حتى
دموع الملك، الذي ترك القمة غاضبا وذهب إلى الامارات التي تمتلك، بعد السعودية، الكثير
من الضغط على بقية الدول.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء