الملك المغربي في الصين، بلد التنين وضيق العينين

 

كانت زيارة الملك المغربي لروسيا في الشهر الماضي زيارة فاشلة بكلالمعايير. ورغم أن الملك حاول أن يجعل منها شماتة في المعسكر الغربي، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب ابتعادهما عن مساندته في الاحتلال،  إلا أن واضع الفخ وقع فيه. لم يحصل على أي دعم في قضية الصحراء الغربية، ووجهت له روسيا ضربة قوية بعدم معارضتها لتوصية مجلس الأمن وتقرير بان كي مون.. وحتى يشمت بروسيا وبالولايات المتحدة وببريطانيا، توجه الملك المتجول إلى الصين.. لكن انتزاع أاي أعتراف سياسي من الصين بسيادة المغرب على الصحراء الغربية هو أشبه بحلب التنانين أو التيوس. فعلى ما يبدو كان شرط الصين لاستقبال الملك المغربي بعد تأجيل الزيارة عدة مرات هو الحديث في أي شيء آخر ما عدا السياسة. فالصين ترفض الحديث في قضية الصحراء الغربية، وهي مثل روسيا، تتبع ما تقول الأمم المتحدة وتوافق عليه اوتوماتيكيا منذ سنة 1975م. أكثر من ذلك لا تستطيع الصين الحديث في قضية الصحراء الغربية أو دعم المغرب، وتساير الجزائر في ما تقول: تبقى القضية بين أيدي الأمم المتحدة حتى يتم تقرير المصير.  إذا تحدثنا عن الاقتصاد، وهذا هو المهم، نجد أن علاقة الجزائر بالصين أقوى من علاقة المغرب بها، والفرص التي توفرها الجزائر لا تقاس، لكثرتها، بما يوفره المغرب البائس.. فبعد يومين من الزيارة حظر الصينيون على ضيفهم الثقيل الحديث في السياسة، وفي قضية الصحراء الغربية بالخصوص وشمل الحديث التعاون بين البلدين لجلب الخردة الصينية إلى المغرب، تصدير النحاس والجلباب إلى بيكين.

في لقاء الملك بالصينيين وعدهم برفع الفيزا عنهم. هذا يعني أن الصينيين يستطيعون التدفق إلى المغرب بدون فيزا. الملك يريد بفعله هذا إغراق المغرب بالبشر الصيني ظانا أنهم سيأتون معهم بالاقتصاد ولالازدهار، لكن المشكلة أن المغرب والصين عندهما فائض من البشر غير المهم وتراكم البشر على البشر سيخلق من المشاكل أكثر مما سيجلب من الرفاهية.. الصينيون والمغاربة يبحثون عن فضاء خارج بلاهم لتهجير البشر إليه، والنتيجة هي اصطدام السهام باسهام..   

   

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest