نبض التاريخ: عندما أخطا القادة العرب، خاصة ياسر عرفات في قمة الرباط سنة 1974م
كانت القمة العربية التي انعقدت في الرباط بين أيام 26 – 29 أكتوبر1974م بمثابة مسرحية هزلية. فظاهر القمة كان خلق مصالحة بين الفلسطينين
والاردنييين، وتدويل القضية الفلسطينية، لكن باطنها وكواليسها كان قضية الصحراء
الغربية التي يريد المغرب احتلالها ضد إرادة شعبها وضد القانون الدولي وضد حتى
إرادة الاستعمار الأسباني. في تلك القمة وقع القادة العرب في خطأ تاريخي لازالوا
يعانون عقدته مع الشعب العربي الصحراوي إلى اليوم.. فكل القادة العرب، وبما أن
أكثريتم ملوك، تنكروا للصراحة الجزائرية ووقفوا مع عدوان المغرب غزوه للصحرءا
الغربية. تم جمع كلمتهم على مساندة المغرب في رفع قضية الصحراء إلى محكمة العدل
الدولية رغم عدم شرعيته.. تم إصدار بيان يساند المغرب وموريتانيا صراحة في "
استرجاع" الصحراء الغربية من الاستعمار الأسباني.. لم يهضم بومدين ما قام به الزعماء العرب فغادر
الرباط قبل نهاية القمة وتبعه كل من الرئيس للبناني فرنجية، والسلطان قابوس،
وبورقيبة رئيس تونس. في الجلسة الختامية تدخل ياسر عرفات مسئول منظمة التحرير
الفلسطينية تدخلا مطولا، وفي ذلك التدخل أرتكب خطأ فادحا سيسجل له. شكر عرفات الحسن
الثاني على نجاح القمة وتوعد له أن يبعث له مختصين فلسطينيين في حرب العصابات
ليحاربوا مع جيشه " لاسترجاع الصحراء" من أسبانيا.. يوم 30 أكتوبر عقد
الحسن الثاني ندوة صحفية لتقييم القمة العربية، وفيها قال أنه مرتاح للموقف العربي
الموحد من قضية الصحراء الأسبانية، وأنه حصل على تأئيد واضح من جميع الدول العربية
لرفع القضية إلى محكمة العدل الدولية مثلما يريد المغرب وموريتانيا، وضرب لهم
موعدا في نيورك ليدافعوا عن فكرته كمنظمة عربية موحدة.. في نفس الندوة أعاد
التأكيد أن بلده يفضل أن يتفاوض مباشرة مع أسبانيا مباشرة لتفادي التأزم. أحدثت
تلك القمة شرخا كبيرا بين الجزائر وبقية البلدان، خاصة البلدان التي وقفت مع
المغرب في تحضيره لغزوا الصحراء الغربية..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء