لكن إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تسيطر سيطرة
غير مباشرة على فنزويلا فإن أسبانيا، خاصة القوى الفاشية فيها واليمين، ترى أنها
هي التي يجب أن تتولى أمر فنزويلا ما بعد "سقوط" نظام مادورو. فبسبب تراجع
إدارة اوباما لاسباب أخلاقية عن الإجهاز على نظام مادورو، استغلت أسبانيا الفرصة
وكثفت من هجمتها.
فالهجمة التي تشنها القوى الأسبانية الفاشية، سواء
من اليمين واليسار، لا يمكن مقارنتها، بسبب شراستها، بالهجمة الأمريكية الآن. فهذه
الدولة التي لازالت تفكر بعقلية وعيون الاستعمار، وتتصور أن امريكا اللاتينية لازالت
هي جنتها المفقودة، تقوم الآن بحملة شعواء إعلامية وسياسية للإجهاز على نظام
مادور. فنظام مادورو الآن يبدو في وضع يشبه وضع الثور التي تحاصره الذئاب من كل
جانب، وتحاول ان تفتك به وهو حي مضرجا بدمائه ويترنح. فكل وسائل الإعلام الاسبانية
بيسارها ويمينها ووسطها تشن الآن حملة يومية على فنزويلا وتحاول ان تُصورها بلدا
على حافة الهاوية والجوع والفوضى. فهذا الإعلام، وحتى يقوي من المصيبة أكثر استطاع
حتى الوصول إلى ثلاجات الفنزويليين الغاضبين وأصبح يفتحها أمام الكاميرات ليُظهرها
انها خاوية وفارغة، وأنها مثل بطون أهلها.
على مستوى سياسي تتنافس الشخصيات الرسمية
والسياسية للذهاب، يوميا، إلى فنزويلا لتدعم المعارضة لتقضي على النظام. فإذا كان
هناك أختلاف وخلاف أسباني على السلطة في مدريد، فإن الذي لا خلاف عليه هو الهجمة
على فنزويلا. هذه الهجمة تعبر عن شيء واحد وهو أن الأسبان، على مختلف توجهاتهم
السياسية، هم، في العمق والتفكير، شعب استعماري ويطمح إلى الوصول، مرة أخرى، إلى
أمركيا اللاتينية....
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء