حين كان المغرب يستعد
لاحتلال الصحراء الغربية كان يضع في حسبانه أن السوفيات، بسبب "علاقتهم"
مع الجزائر، يمكن أن يعرقلوا الاحتلال في مجلس الأمن. وحتى يكسب ودهم بعثت وزارة
الخارجية المغربية بتاريخ 25 مايو دعوة إلى المكلف بلجنة العلاقات الأقتصادية
السوفياتية كي يزور الرباط. حسب تقرير للسفارة الأمريكية بالرباط مكتوب بتاريخ 29
مايو 1975م فإن السيد موردفينوف مسئول اللجنة الاقتصادية المذكورة قد زار فعلا
الرباط حول صفقة في ميدان الفوسفات يوم 28 مايو. وحسب التقرير فإن ما تم ذكره عن
الزيارة هو أن المغرب- استعدادا لغزو الصحراء الغربية والاستيلاء على فوسفاتها-
يريد دعما سوفياتيا في تطوير العمل في مناجم فوسفاته في منغالا، وأنه حدث اختلاف
في الأخير بين الطرفين حول رفض المغرب أن يعيد السوفيات بيع فوسفاتهم لبلد ثالث،
وان الاختلاف المذكور سيتم حله في الوقت القريب. وينصح التقرير إدارته أن تحاول أن
تحصل على الصفقة في الفوسفات بدل أن يحصل عليها السوفيات، لإن المغرب في حالة
حصوله على الصحراء الغربية وفوسفاتها سيكون من أكبر مصدري الفوسفات، ثم ان فوسفات
الصحراء هو من النوع الجيد ويرغب فيه السوفيات بقوة. إن المغرب- دائما حسب
التقرير- ينتج الآن حوالي 60% من فوسفات العالم وإذا حصل على فوسفات الصحراء سيصبح
ينتج حوالي 80% من إجمالي الفوسفات العالمي.
فعلا نجح المغرب في
تحييد السوفيات عن دعم تقري مصير الشعب الصحراوي والوقوف مع الجزائر التي تدعم
تقرير المصير. ففي إثناء مناقشة مجلس الأمن لقضية الصحراء الغربية في نوفمبر 1975م
التزم السوفيات الصمت ودعموا المغرب ب"حيادهم" السلبي. ولم يمض وقت طويل
حتى وقَّع المغرب اتفاقية القرن في مارس 1976 مع السوفيات حول شراء فوسفات الصحراء
الغربية الجيد.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء