كتائب تحمل مواصفات
كتائب صاعقة أو دروع

لكن مشكلة أولئك الشبان أنه لم تكن في
بنية الجيش الصحراوي ولا في تدريباته الأساسية ما يسمى تكوين كتائب الصاعقة. لكن
إذا لم تكن هناك كتائب للصاعقة كانت توجد كتائب الناقلات المدرعة التي دخلت حديثا إلى
ميدان المعركة آنذاك. فالمدرعات كانت حاسمة في المعركة الحديثة، خاصة معركة
الدفاعات التي يقيم العدو . فهذه الآليات المدرعة كانت تقوم بما تقوم به وحدات
الصاعقة تقريبا. ففي المعارك التي شاركت فيها المدرعات، خاصة التي يقودها شبان،
كانت تطحن كل ما تجد في طريقها، وبالتالي، أصبحت هذه الآليات معادلا فنياً في ذهن
الشبان لكتائب الصاعقة، وفي ذهن جنود العدو أصبحت هي الموت المحقق. أصبح الشبان
يقولون أنه إذا لم يكن التدريب على الصاعقة موجودا في التكوين العسكري الصحراوي،
فيجب أن نتدرب على استعمال الآليات في الحرب. بدأت فكرة تخصيص ذلك الفيلق على
الآليات تستحوذ على برنامج وزارة الدفاع الصحراوية وعلى أذهان أولئك الشبان الذين
كان يدفعهم الحماس إلى المشاركة في الحرب.
الشبان الذين
التحقوا بمدرسة الشهيد الولي العسكرية في فيلق سنة 1986م كانوا، في البداية،
معجبين بأسلوب كتائب الصاعقة وكتائب المدرعات. منذ أول يوم للتدريب تأكد لأطر
مدرسة الشهيد الولي العسكرية ومدربيها أنهم أمام دفعة جديدة مُذهلة متميزة ومختلفة،
أنضباطا وعقيدة، عن الدُفعات التي كانت تمر من تلك المدرسة. فأول نطباع تولد عند
تلك المدرسة العسكرية وطاقمها هو أن عند تلك المجموعة عقيدة ثقافية وعسكرية وحماس
زائد. في الحقيقة أنه بسبب التقارب الثقافي وتقارب العمر والسن كان أولئك الشبان
ينتمون لجيل واحد تقريبا. فإذا كانت دورس التدريب النظرية والتطبيقية تتجه نحو
الكلاسيكية، فإنه كانت لأولئك الشبان دروسهم الخاصة بهم، والتي كانوا يتداولونها
في أوقات فراغهم. بالنسبة لأولئك الشبان الراغبين والمتحمسين لدخول الحرب بسرعة
كان شعارهم هو اجتياز فترة التدريب الأساسي بنجاح وفي زمن قياسي. العادة في التدريب
الكلاسيكي ان المتدربين يتهربون عنه، ويتهاونون فيه، لكن تلك الدفعة كان من أول
دروس عقيدتها أن تتقن التدريب الأساسي وتجتازه في زمن قياسي. بدأؤوا يتدربون بجدية
فاقت حتى جدية مدربيهم. كانوا يتدربون كأنما هم، فعلا، كتائب صاعقة. لم يقف أي
عائق في وجوههم أثناء التدريبات. كانوا يتدربون بحماس فائق، وعكس ما كان يحدث
أثناء أي تدريب أساسي، أين كان المتدربون يفعلون ذلك آليا، كان ذلك الفيلق يقوم
بالتدريب بجد ونشاط لم يحدث من قبل في تلك المدرسة. ورغم أن مدرسة الشهيد الولي
العسكرية لم يكن في برنامجها تدريب خاص إلا أن أولئك الشبان كانوا مقتنعين أنهم
يستطيعون أن يجتازوا تدريب الصاعقة بنجاح لو طُلب منهم ذلك. بسبب المفأجأة التي
خلقها ذلك الفيلق المتدرب، بدأت بعض
الأخبار التي من الممكن أن تكون مجرد إشاعات فقط تصدر من هنا وهناك. " هذا
الفيلق يمكن أن يذهب إلى التدريب الخاص بالخارج." هذا الفيلق يمكن أن يشكل
نواة لناحية جديدة من الشباب"؛ "هذا الفليلق قادر أن يكون فيلق
صاعقة."
بدأ الفيلق يحصد
بعض الشهرة في الداخل. وصلت أخباره إلى وزارة الدفاع الصحراوية وإلى المخيمات
والنواحي. بدأ الجميع يتحدث عنه بإعجاب. في الأخير، بعد نهاية التدريب الأساسي، تم
حسم الأمر من أعلى سلطة في الدولة: " هذا الفيلق يجب أن يتبع لوزارة الدفاع،
ويجب الاحتفاظ به مجتمعا ولا يتم توزيعه على النواحي العسكرية مثلما جرت عليه
اعادة من قبل."
ولم يتفوق الفيلق
فقط في التدريب والعقيدة العسكرية، لكن، أيضا، تفوق في كل جميع الميادين. تفوق في
الرياضة وفي مختلف فروع الثقافة، وأصبح وحدة متماسكة مسموع بها في المخيمات
والنواحي. كان فيلقا مبهرا في كل شيء. كل مراحل التدريب وامتحاناته أجتازها بسرعة
ويسر مذهلين. فالذهاب في مسيرات على الأرجل من قاعدة الشهيد هداد إلى ولاية
الداخلة، التي كان المدربون يظنون أن المشاة تقطعها في أسبوع، قطعها ذلك الفليق في
ظرف يومين ونصف. والمسير من حاسي بوكرفة إلى منطقة الترسال قطعها الفيلق راجلا في
ظرف ثلاثة أيام تقريبا. كلما تقدم الفيلق في التدريب كان مستواه يتحسن ويفاجئ
الجميع.. ( يتبع)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء