نبض التاريخ: المغرب وأسبانيا وموريتانيا يباشرون مفاوضات سرية في لاهاي سنة 1975م

لم يتوقف المغرب عن مطالبة أسبانيا والضغط عليها لتقبل التفاوض المباشرمعه حول تسليم الصحراء الغربية له عن طريق اتفاق ثنائ خارج إطار الأمم المتحدة الذي يعبتر تقرير المصير هو الحل الشرعي. فمنذ نهاية سنة 1974م والمغرب يبعث الوفد تلو الوفد يتفاوض مع أسبانيا سريا ليصل إلى حل. وفي سعيه للحصول على موافقة أسبانية بالتفاوض المباشر حصل على دعم كبير من الولايات المتحدة لمسعاه، وحصل على دعم آخر أكبر من فرنسا. ففي أثناء زيارته إلى المغرب ما بين 2- 6 مايو 1975م أكد الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان أن فرنسا تدعم التفاوض المباشر بين المغرب وأسبانيا. المفاوضات المباشرة السرية بدأت في نيورك، لكنها فشلت في الأخير.  تم حشر أسبانيا في زاوية ضيقة، وبدأت الضغوطات تتوالى عليها. بدأت مفاوضات سرية في لاهاي على هامش أشغال عمل محكمة العدل الدولية التي كانت تعالج القضية تلك الأيام، لكن الجديد في هذه المفاوضات هو أنضمام موريتانيا لها.. غيَّر المغرب من تكتيكه وضم موريتانيا إلى التفاوض حتى يتسنى لها الحصول على نصيب من الكعكة الصحراوية.. فحسب جريدة cambio 16 الأسبانية الصادرة يوم 28 ابريل 1975م أن مفاوضات سرية بين المغرب وأسبانيا وموريتانيا قد بدأت في لاهاي لحل قضية الصحراء الغربية. صدور الخبر في الصحافة الاسبانية صدم الشارع الأسباني وهو ما جعل مسؤلا في الخارجية الأسبانية هو السيد كاسيلا مدير قسم شمال إفريقيا في وزارة الخارجية يكذبه، ويقول انه مجرد تسريبات صحفية، وأنه مبني على زيارة سرية لوفد مغربي إلى مدريد مؤخرا.. إن الموقف الأسباني يبقى هو الصيغة التي يقترح وزير الخارجية الأسباني ماوري والتي تعتمد، أساسا، على تقرير المصير. وفي خضم الحديث عن تلك التسريبات بعثت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط تقريرا يوم 9 مايو تقول فيه أن ادواردو بلانكو مدير شئوون الصحراء الأسبانية كان قد قال للسفير الامريكي بتاريخ 24 فبراير 1975م " ان مصالح المغرب يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار بطريقة أو باخرى." وأن نفس المسئول قد صرح للسفارة الأمريكية مرة أخرى يوم 7 مايو 1975م أنه " بدون حوار جدي مع المغرب سيكون الوضع جد صعبا بالنسبة لأسبانيا."

1.  ورغم نكران أسبانيا لوجود مفاوضات مباشرة سرية مع المغرب في لاهاي إلا أن الحقيقة أنها كانت فعلا قد بدأت، وتم التوصل في السر إلى صغية أولية لاتفاق مدريد، لكن مشكلة الجزائر بقيت قائمة، وبدأت محاولات لضمها إلى الأتفاق، لكنها رفضت وبقيت متمسكة بتقرير المصير، وشجعت أسبانيا على إجراء الاستفتاء.

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest