فيلق الشهيد الناجم التهليل: شباب تطوع لحسم الحرب، فحسمه السلم ( يتبع)


فيلق الشهيد الناجم التهليل للمدرعات
وإذا كانت فكرة وعقيدة أن يصبح أولئك الشبان كتائب صاعقة قد بدأت تتبدد بسبب أنه في التكوين الأساسي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي لا توجد تدريبات ولا تخصصات كتائب صاعقة، فإن التدريب على استعمال مدرعات BMB السريعة والحاسمة أصبحت هي الأقرب إلى الحلم والواقع بعد أن تقرر الاحتفاظ بالفيلق مجتمعا.
مع مرور الوقت وعدم وضوح رؤية ما بشأن مستقبل ذلك الفيلق، أصبح الروتين وتكرار التدريب الممل هو كل ما في الأجندة. بدأ الشبان يملون من التدريبات العادية المكررة، من المسيرات الطويلة ومن الانتظار القاتل. على ما يبدو أن وجود ذلك الفيلق المتماسك في كتلة واحدة عسكرية؛ الفيلق الذي قررت وزارة الدفاع أن تجعله فيلقا تابعا لها، قد أوحى للوزارة نفسها أن تحاول تشكيل ناحية دروع جديدة لحسم المعركة مع العدو.. فالدروع، خاصة الناقلات السريعة BMB كانت ناجعة في الحرب، وحسمت بسهولة كل المعارك التي خاضتها ضد جدران الدفاع المغربية المحصنة. تكوين ناحية عسكرية جديدة من المدرعات كان سيُعد انتصارا حاسما في الحرب ودعما قويا لجيش التحرير. بدأ الجميع يتحدث عن الحسم، وحتى وصلت إلى اسماع مقاتلي ذلك الفيلق الشاب الذي لم يتحقق حلمه بالذهاب إلى القتال بعد، أخبارا مفادها أن وزراة الدفاع قد وضعته في المقدمة كي يحسم الحرب. أنتشرت أخبار حسم الحرب في السنوات الأخيرة. بدأ الفيلق يحس بالفخر لإنه، ربما، سيتم الاعتماد عليه كي يشارك في عملية الحسم التي لم يبقى لها سوى القليل.
بدأ الإعداد لتحويل الفيلق إلى فيلق مدرعات، وتحويل الناحية العسكرية الخامسة، التي كانت ناحية مشاة عادية، إلى ناحية مدرعات جديدة. ستصبح تلك الناحية، كلها، مكونة من الشباب، وسيكون فيلق 1986م هو محورها. سيتم ضم فيلق آخر لها وتصبح ناحية عسكرية تابعة لنواحي المدرعات وتكون مكونة من مقاتلين من نوع ومواصفات خاصة.
لكن في خضم تأسيس ناحية مدرعات على أنقاض ناحية مشاة قديمة، كان لا بد من تصريف طاقة أولئك الشبان في أشياء أخرى. بدل أن يذهب الفليق، مثلما كان يتمنى عناصره، إلى القتال، تحول إلى شبه فيلق للخدمات. أصبح فيلق استعراضات عسكرية في الذكريات، وفيلق مسيرات طويلة وفيلق حملات شعبية، وهو ما بدأ يجعل عناصر ذلك الفيلق الرائع يتذمرون ويحسون بالملل. بدأت تعود إلى أذهانهم أفكار أنهم تركوا درساتهم من أجل القتال، ومن أجل حسم المعركة لا من أجل الاستعراضات والخدمات المسيرات. وحتى بدأ المتذمرون منهم يقولون أنهم قد لايقاتلون ابداً.
في خضم هذا الواقع الذي بدأ يشئ بالتذمر أضطرت وزراة الدفاع إلى تحويل الفيلق إلى فيلق مدرعات.. حمل اسم " فيلق الناجم التهليل" للمدرعات، وبدأ التدريب على استعمال الآليات المدرعة. في استعراض بسيط وقراءة لنبذة مختصرة عن اسم الشهيد الذي حمل الفيلق اسمه تم تحويل ذلك الفيلق المتميز إلى فيلق مدرعات. تم تشكيله في وحدات وجماعات وفصائل وبدأ العمل.. التدريب على استعمال المدرعات أعاد الأمل لأولئك الشبان. بدؤوا بحماس، كما جرت العادة، على التدريب على استعمال المدرعات. لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت. فالشبان، بسبب تفوقهم وحماسهم، وثقافتهم، تمكنوا من اجتياز فترة التكوين العسكري على المدرعات في وقت قياسي.    

فمثل ما حدث مع التدريب الأساسي، حين اجتاز أولئك الشبان كل مراحله بتفوق وفي وقت قياسي، أستطاعوا، أيضا، أن يجتازوا مراحل التدريب على الناقلات المدرعة في وقت قياسي أبهر وزارة الدفاع الصحراوية.. نهاية التدريب على المدرعات جعل عناصر الفيلق يتصورون أن وقت الدخول إلى الميدان لمقارعة جيش العدو قد أصبحت قضية أيام فقط. كانوا لازالوا يحملون في أذهانهم أنهم فعلا سيخوضون المعركة النهائية الحاسمة مع العدو ويهزمونه. وزاد يقينهم بذلك حينما تم تحويلهم إلى فيلق مدرعات. كان التفسير الوحيد لحماس أولئك الشبان آنذاك واجتيازهم لكل مراحل التدريب ببراعة وفي زمن قياسي هو أنهم يريدون الدخول في المعركة الحاسمة.. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء