نبض التاريخ: القمة التي انقطعت بعدها العلاقات الجزائرية المغربية سنة 1975م

Resultado de imagen de ‫الحسن الثاني بوتفليقة‬‎يوم 2 جويلية 1975م حل بوتفليقة بالرباط مبعوثا شخصيا من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين. لم يعجب بومدين تصرف المغرب الذي كان يشن، سياسيا وإعلاميا، الهجوم تلو الهجوم على الجزائر ويتهمها بالتدخل في قضية الصحراء الغربية، وانها تريد إقامة دولة هناك تابعة لها.. أراد بومدين أن يضع النقاط على الحروف وجها لوجه مع الحسن الثاني بعيدا عن لغة الإعلام والتهييج . بعث له وزير خارجيته المتمكن بوتفليقة، وفي اللقاء الأول الذي جرى مدة 90 دقيقة طرح بوتفليقة كل شيء على الطاولة مثل قضية الصحراء الغربية، وقضية الحدود بين البلدين وكل القضايا العالقة. لم يحصل تفاهم في اللقاء الأول وحصل سوء توتر رُفعت بعده الجلسة، مما أضطر بوتفليقة إلى تمديد أقامته بالرباط يوما آخرا. اللقاء الثاني حصل يوم 3 جويلية ودام أيضا 90 دقيقة، وهو لقاء عاصف وقوي انتهى بقطع العلاقات وتجميد الاتصالات وتهديد كل طرف للأخر. التقى بوتفليقة بالصحافة وصرح أن اللقاء كان عاصفا وقويا، لكنه كان ، أيضا، مقنعا، وأن زيارته جاءت بناء على طلب من بومدين لتحسين العلاقات، لكن على ما يبدو لا يوجد تحسن. لقد قرر الرئيس بومدين أن يضع كل المشاكل التي تهم البلدين على الطاولة. قال بوتفليقة للصحافة" رفض بوتفليقة في لقائه الإثنين مع الصحافة التحدث عن قضية الصحراء الغربية رغم أنها كانت هي المحور في اللقائين. في الصباح – يوم 4 جويلية- قامت الصحافة المغربية بتزوير كل شيء وفسرت مجئ بوتفليقة أنه كان فقط من أجل إشعار المغرب أن الجزائر تخلت عن "حلمها" بإنشاء دولة دمية تابعة لها في الصحراء الغربية تحت حكم البوليساريو.
حين عاد بوتفليقة إلى الجزائر العاصمة استقبله بومدين وبعد اللقاء قررت الجزائر ان تقطع أي اتصال مع المغرب، وان تطلب من الشعب الجزائري أن يبدئ رائه في دعم الشعب الصحراوي في كفاحه التحرري وفي قضية تقرير مصيره. بدأ حزب جبهة التحرير الجزائري الحاكم ينظم الندوات السياسية في كل المحافظات كي يشرح للشعب الجزائري طبيعة كفاح الشعب الصحراوي، وقضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
على الجانب الآخر توصل المغرب إلى نتيجة وهي أنه إما أن يغزو الصحراء الغربية عسكريا أو يتم إعلان دولة صحراوية في اليوم الموالي. توترت العلاقات وبدأ المغرب يحشد الجيش ويستعد للغزو، أما الجزائر فبدأت تحشد الدعم السياسي والدولي لقضية تقرير مصير الشعب الصحراوي العادلة.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء