كنا سابقا قد ترجمنا رسالة بعثها كيسنجر إلى سفيريه في الرباط مدريد يطلب معلومات عن الصحراء الغربية وهل يمكن أن تتأسس فيها دولة. في الحلقة السابقة
تحدثنا عن الدراسة التي قامت بها السفارة في الرباط، والآن نعرض للدراسة التي قامت
بها السفارة في مدريد وهي الأهم لإنه تم بنيان عليها سياسة الولايات المتحدة فيما
بع. يوم 12 جوان 1975م بعث السفير الأمريكي بمدريد بالدراسة التالية إلى كيسنجر.
يقول السفير في دراسته:
1- إن دولة مستقلة في الصحراء ستواجه تقريبا نقص تام في يد
عاملة محلية مؤهلة تدير الحكومة، الخدمات
العامة، القوات المسلحة والصناعة الفسفات الحيوية.. الحجم المتوقع للربح من تصدير
الفوسفات، مع ذلك، سيضمن حيوية أقتصادية وسيسمح للدولة الصحراوية أن تستورد وتؤجر تقنيين كفؤيين
ومسييرين. مسألة الأمن المهمة هي غير معروفة حتى يتم تقييم قابلية – دولة- الصحراء
للحياة.. إن دولة الصحراء ستكون عمليا ضعيفة أمام جيرانها الكبار، الاقوياء ، وحين
تنسحب القوات الأسبانية، فإنه أمنها- الدولة الصحراوية- سيعتمد إما على ضمانات من
أطراف مهتمة أو من خلال ظهور ما يعوض ذلك عمليا من توازن بين نديين مجاورين أقوياء
هما الجزائر والمغرب..
2- إن أالأهمية الكبيرة لتقييم جدوائية –دولة- مستقلة معول
عليها يوحي بنقص كامل تقريبا في التقنيين المؤهلين والإدرايين للحكومة، الخدمات
العامة، الجيش والشرطة وصناعة الوسفات. وضع مثل هذا هو بعيد تماما من أن تتم
معالجته بواسطة برامج تدريب متواضعة تشرف عليها أسبانيا في الوقت القصير الذي
ستبقى فيه تسيطر على الإقليم..
3- وبدون أن نتعمق في دراسة إحصائيات عن اليد العاملة، بما
أن المعلومات مفزعة في اي مجال، فإن الاعتقاد في متابعة مؤشر حجم مشكلة مخاوف
المهارات يظهر: (أ): التعليم: الصحراء، بمعدل تقديري للساكنة المحلية يصل إلى 70
ألف، تتوفر على مدرستين ثانويتين لها متسوى متوسط تقريبا، فيها مدرستان للتجارة،
و137 مدرسة ابتدائية. بدون الطلبة الاوروبيين – الدارسين في المدارس المذكورة-
فالعدد هو 2500 – صحراوي- منهم فقط 250 الى 300 فوق المستوى الابتدائ. ما يقدر بين 100 و200 طالب صحراوي يدرسون في كناريا أو
في أسبانيا.. في سنة 1973م الإحصائيات تظهر أن فقط 60 من المعلمين من غير
الاوروبيين في النظام المدرسي معظمهم من يدرس التربية الأسلامية.. من ثلاثين إلى
أربعين صحراويا هم مسجلون في الجامعات الأسبانية بمنح من الحكومة ، أغلبيتهم في
تكوين ما تحت التخصص مثل السيكريتارية، تسيير الإدارات، التقنية الطبية ومساعدة
المهندسين.. فقط هناك حوالي ما بين 10 إلى 15 من الطلبة الصحراويين يدرسون تخصصات
عالية مثل القانون، الاقتصاد والطب.. (ب) الطب: في الصحراء يوجد مستشفيان عامان وهناك
نقص فادح في المستوصفات ، ولا يوجد دكتور صحراوي واحد أو ممرض متمرس..(ج) القوات
المسلحة: القوات البرية( tropas nomadas ) عددها الإجمالي هو 1200 تقريبا، وهي تابعة للجيش الاسباني ، ولا يوجد
بها ضباط صحراويون ما عدا 50% من الرتب التي يترقى إليها الصحراويون..
هناك حوالي 200 صحراوي تم استبدالهم بمجندين أسبان بعد بعد فرار فيلقين
والتحاقهم بالبوليساريو الصحراوية في منتصف مايو.. في الشرطة الإقليمية يوجد ستة
ضباط وكلهم تمت مؤخرا ترقيتهم إلى مستوى أعلى. تقريبا كل الجنود هم صحراويون.
(د) صناعة الفوسفات: تقوم شركة بوكراع بتدريب على الأقل 200 صحراوي في قسم
الميكانيك بما في ذلك الكهرباء واللحام.. مع ذلك، فإن فقط هناك إثنان من أصل
صحراوي وصلا حتى متسوى إطار متوسط في التسيير ولا زالا فقط في وضع بدلاء..
(ه) الحكومة: هناك فقط حكومة بلدية وجهوية مُدارة أساسا من طرف الجيش
الأسباني من خلال هئيات تتداول مثل الجمعية الإقليمية ومجالس بلدية مشكلة من
صحراويين بعضهم يمثل الصحراويين في الكورتيس الأسباني. القضاة في نظام المحاكم
الإسلامية كلهم صحراويين.. هناك مساعدة إدارة
صحراوي مرموق يظهر أنه هو مساعد الحاكم العام- الأسباني-
بالنسبة لصرف المياه، محطات توليد الكهرباء، نظام التلفون، والمطار كلهما
مصالح تدار من طرف أوروبيين، إما أن يكونوا من الجيش الأسباني أو من طرف خواص وتحت
إشرافهم عمال صحراويين.
(و)البنية الأقتصادية: تمتلك الصحراء الأسبانية صناعيتن كبيرتين: السمك،
والفوسفات، وهذا الأخير يعتبر هو الأهم... الأسبان عامة يثقون أن أرباح الفوسفات
يمكن أن تجعل الدولة الجديدة- الصحراوية- قابلة للحياة أقتصاديا.. فمنجم بوكراع
بتكلفة 200 مليون دولار، يتم استخراج منه 1,7 بليون طن من الفوسفات الصخري كأحتياط
والذي يتم التفكير أن يتم استخراج منه حوالي 10 مليون طن في العام لمدة 150 عاما..
في سنة 1974م تمت مضاعفة الانتاج إلى 2,3 مليون طن منها 1,6 يتم تحويلها إلى
أسبانيا و561000 يتم تصديرها إلى دول أخرى بثمن 31 دولار للطن .( يتبع الجزء الثاني)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء