نبض التاريخ: محضر المفاوضات المباشرة بين البوليساريو وأسبانيا بالمحبس سنة 1975م(3)


لاحقا أخذ الجنرال الحاكم الكلمة من جديد:
Resultado de imagen de el uali mustafa brahim galiقدَّم الولي مخططا مفصلا لدولة ومعروض بشكل جيد. أكثرية النقاط يمكن قبولها مسبقا. إذا لم يكن بسبب التهديد المغربي، فإن كل رغبات البوليساريو نستطيع أن نبدأ بالوفاء بها، لإن هذه هي رغبة أسبانيا، لكن مادام المغرب يصر على موقفه، يجب أن نحذر كثيرا في تحركاتنا في الإقليم. كل هذه النقاط ستتم معالجاتها في لقاءات مستقبلية؛ الملح أكثر الآن هو تشكيل اللجنة التي ستكون نوع من حكومة موازية للحكومة الحالية في الصحراء. الذي يقلقني الآن في هذه اللحظات هو تركيبة اللجنة، وفيما تعلق بهذا الأمر أريد أن أعبر عن ارتياحي لموقف الولي في اجتماعه في عين بنتتلي لإنه جاء راغبا في توحيد الشعب الصحراوي، وكلهم (الحاضرين) كانوا فرحين لهذا الموقف. في ذلك الاجتماع حدث تصرف خاطئ  لا يستفيد منه الشعب الصحراوي؛ أقصد ما قاله خطري؛ لا يمكن الحديث عن ما قاله في الماضي،. خطري قال أن (حزب) البونس كان هو المسئول عن الفتن، الأحقاد، والجراحات بين الصحراويين، هذا غير حقيقي، ما يريده (حزب) البونس هو الاستقلال، تماما مثل البوليساريو؛ لا يجب زرع الكراهية لإن الصحراويين محتاجون لبعضهم بعضا، لإنهم قليلون. إذا واصل الولي نظرته السياسية فإنه في غضون وقت قصير، فإن البوليساريو بقوتها ستمتص (حزب) البونس، لكن بطريقة حسنة بون زرع الأحقاد وبدون حصول انشقاقات.
سيتم، لاحقا، مع اللجنة معالجة كل ما تمت الإشارة إليه سابقا. الآن يجب تحاشي استفزاز المغرب، ولهذا من غير الملائم حاليا، أن تبدأ اللجنة تعمل، وإذا وصلنا إلى مرحلة الحرب مع المغرب سيكون هناك شان أخر. سيتم تعيين صحراويين يكونون مساعدين لمسئولي المصالح في الحكومة العامة.
فيما يخص هل سيسمح للبوليساريو بأن تدير بعض المراكز في داخل الإقليم سيكون مستعجلا وخطيرا لما ذُكر سابقا.  كل المراكز الحدودية ( التابعة) للحكومة هي  في يد أبناء البلد( الصحراويين) في البوليس الإقليمي، وكلنا نعرف أن أغلبيتهم هي، على الأقل، متعاطفة مع البوليساريو. فقط الوحدات العسكرية في مراكز الحدود الشمالية للإقليم هي مشكلة من قوات أسبانية، أما بخصوص تسليم المراكز مستقبلا للبوليساريو فهي قضية سهلة. وحتى يتم تطبيق كل ما تم عرضه في مخطط البوليساريو، هناك تسرع كبير، لإن الأمم المتحدة تريد إن تقوم به بسرعة، وكل هذا يحتاج إلى جو تام من السلم الداخلي وبتضحية من كل الأطراف. قيادة البوليساريو يجب أن يذهبوا إلى العيون في أسرع وقت، وعليهم تعيين ممثليهم حتى تنتظم اللجنة.
–          من جديد أخذ الولي الكلمة:
اشكر لسيادتكم الكلمات التي قلتم لنا وحتى الشروحات. أريد إن أقول أن هناك جو من الثقة ورغبة في التعاون. فيما يخص ما حدث بين (حزب) البونس وخطري كان خطأ. نحن قلنا (لحزب) البونس إذا أستطاع أن يكون قوة وطنية سيكون هذا حسن، مثلما قال سيادتكم، وسيكونون مواطنين صحراويين ونتمنى إن يكونوا وطنيين. فيما يخص باقي النقاط، والمرحلة الحالية هناك من هو في عجلة من أمره ويستطيع إن يترك حقائبه ويمضي، لكن بعد ذلك يستطيع أن يعود ويأخذ الحقيبة.
فيما يخص اللجنة نحن متفقون ولهذا نرى إن هناك رغبة في التعاون حتى يصل هذا الوطن إلى استقلاله. ستكون حكومة انتقالية تتعاون مع الإدارة المحلية إلى غاية تسليم السلطات للبوليساريو. نحن نتعاون من اجل إن تستغل هذه المرحلة، ولهذا نحن متفقون مع سيادتكم ومع الوزير كورتينا. بالنسبة لباقي النقاط نتمنى أن نكون متفقين. حاليا قيادة البوليساريو لا يمكن أن تذهب إلى العيون والتمثيل الرسمي سيكون لاحقا. البوليساريو عندها بعض المهمات التي تريد إن تقوم بها. لقد تم إعطاء للجنة من طرف سيادتكم أعتبارا كبيرا؛ أكبر مما نعتبره نحن. كل النقاط التي عرضنا تم عرضها على الوزير كورتينا( ماوري، وزير الخارجية).
– بعد ذلك تكلم الكابتن عبد العلي( الجزائر):
البوليساريو دائما تفضل إن تعمل في سر ولا تريد إن تعرض أسبانيا لوضع صعب. هنا توجد قوة ثالثة، الجزائر، التي تراقب كي يتم تطبيق التعهدات. هذا البلد يريد أن يكون الجناح المسلح للبوليساريو في الصحراء سري، وان لا يكون معروفا حتى من قبل الأسبان. يجب إن يتم تحديد نقاط للاتصال مع السلطات العسكرية وفي حالة ما تكون هناك حرب مع المغرب يتحركون. التعاون يجب أن يكون على أساس تعاون متبادل، وجماعة البوليساريو لا يريدون أسبانيا أن تخسر. الجناح ( المسلح) سيكون (تشكيله) بطئيا، ويمكن إنشاؤه بين المحبس والقلتة وفي سرية تامة.                                                                                                   الجنرال الحاكم رد على أن ما يخص الجناح المسلح للبوليساريو هو مستحيل حاليا، وان أسبانيا ليس لديها ما تخسر لإنها لم تحتم ابدا أي شيء على الصحراء ولا على شعبها. بالنسبة للنقاط التي ذكر الولي ستتحقق شيئا فشيئا، لكن ليس الآن بسبب التهديد المغربي.
ورد عبد العالي أنه لن تكون هناك صدامات بين أسبانيا والبوليساريو وعلى هذا سترد الجزائر( الجملة غير مفهومة)؟ في كل الحالات الحل في يد البوليساريو.
–          تكلم الولي من جديد:
نرى إن هناك نية صادقة وثقة في الاجتماع حول المرحلة الانتقالية، نفهم إن سيادتكم( الجنرال) قد ساهم في خلق هذا الانطباع، نفهم ما قلتم، وعلى يقين انه من جانبنا سنكون متفقين. هناك أشياء واضحة بالنسبة لنا. من النقاط المذكورة نأخذ انطباعنا ولا نريد مشاكل يمكن إن تؤثر على التعاون الذي يؤدي إلى الاستقلال. نحترم الموقف الأحادي ولن نغير الفكرة. إذا كان سيادتكم عنده بعض النقاط التي لا يتوافق معها عليه إن يقول ذلك، ونتمنى إن نتفاهم ونحل ذلك، غدا ل نيسب أي منا الآخر، وإذا حدثت مشاكل سيتم حلها في اللقاءات وسنعتبر ما يقوله سيادتكم. نتفهم موقفك سيادتكم، برغبتكم في تحقيق الاستقلال للصحراء ونتمنى إن نتعاون بمساواة فيما يخص المصالح المتبادلة والصداقة وفي هذا نحن متفقين تماما مع الوزير كورتينا.
التعليق:

في البداية المحاضر مثل هذه، عادة يكتبها شخص أو سكريتير وتتم كتابتها بسرعة وعجلة ومن الممكن إن يأتي التعبير صعب ولا يتم فهمه بسبب السرعة ومحاولة إن تتم صياغة كل شيء في هذا المحضر. وحين نحاول أن نربط بين هذه ” المفاوضات” وما كان يجري على الأرض نستنج أنها كانت أشبه بمسرحية من كونها مفاوضات جادة. هي فقط حلقة من مسلسل تأمري بدأ منذ وجدت أسبانيا نفسها في ورطة بعد أسر البوليساريو لعدد من جنودها، وحين أرادت أن تتفاوض حول استرجاعهم كان من شروط البوليساريو أ تعترف أسبانيا بالبوليساريو، وتسلم لها السلطات. فعلا التقى الولي مع وزير الخارجية الأسباني يوم 9 سبتمبر 1975م، وتوعد له بإطلاق سراح الأسرى الأسبان، وأن تتواصل المفاوضات. بناء على ذلك تم تنظيم هذه الجلسة يوم 22 أكتوبر 1975م، لكن لم تكن جدية من الجانب الأسباني، لإنه يوم 21 أكتوبر- اليوم السابق لهذه المفاوضات- كانت الحكومة الأسبانية قد بعثت الوزير سوليس رويس يتفاوض مع الملك المغربي حول مقتضيات اتفاق مدريد.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء