حسب التخمينات مدينة
لكويرة مهمة جدا بالنسبة للاحتلال المغربي، لكنه حين كان يبني الحزام الرملي سنة
1987م لم يستطيع ان يجعلها داخله مثلما لم يستطيع جعل التفاريتي او مهيريز داخله.
هي مهمة بالنسبة للاحتلال المغربي لإنه سيهدد من خلال تواجده فيها الأمن القومي
الموريتاني؛ فهي قريبة من نواذيبو، ويمكن أن يجعلها مركز عمليات له ليتحرش
بموريتانيا كلما أراد او يجعلها قاعدة عسكرية أو ميناءا للصيد أو محطة انطلاق
بَحرية إلى السينغال؛ فهي، جغرافياً، صالحة لكل شيء لتهديد موريتانيا. في الحقيقة
المغرب لم يستطيع فقط أن يجعلها في داخل الحزام الرملي ولم يستطيع ان يسيطر عليها.
حين لم يستطيع المغرب
ان يجعل لكويرة في داخل الحزام الرملي تحولت لكويرة إلى منطقة مهمة بالنسبة للأمن
القومي الموريتاني. فموريتانيا لا تريد أن يصبح المغرب ملاصقا لها، ولا تريد أن
يقيم فيها جندي مغربي واحد أو مستوطن بسبب التهديد البشري والسياسي والعسكري الذي
تمثله لموريتانيا.
النقطة الثانية
المهمة هي لماذا تركها الصحراويون ولم يتوجدوا فيها؟ الأمر قد تكون له علاقة
بموريتانيا أكثر مما له علاقة بالبوليساريو. فإذا كان الموريتانيون، خوفا على
رؤسهم، لا يريدون المغاربة أن يتواجدوا في لكويرة، فهم لنفس السبب لا يريدون
الصحراويين أن يتواجدوا هناك. فتنمية تلك المدينة بسبب قربها من نواذيبو هي بسيطة
ويمكن ان تتغذى على مدينة نواذيبو اقتصاديا وتقنيا، لكن الموريتانيين لا يريدون ان
تكون تلك المدينة مسكونة لا من طرف المغاربة ولا من طرف الصحراويين. فهم يتصورون
أن الصحراويين المدنيين، بسبب البعد الجغرافي عن قاعدتهم الخلفية، لا يستطيعون
التواجد في لكويرة، ويظنون أن الصحراويين إذا أرادوا تعميرها سيجعلونها مركز متقدم
لبناحية عسكرية من نواحيهم القوية، ويجعلونها قاعدة عسكرية، وانه في حالة أن يحدث
خلاف بين الصحراويين والموريتانيين يلجأ الصحراويين إلى لكويرة كنقطة تهديد. من
جهة أخرى يظن الموريتانيون أنه في حالة أن تتواجد قوات عسكرية صحراوية في لكويرة فلن
يقبل المغرب بذلك، وقد يقوم بمهاجمتها، وموريتانيا المسالمة لا تريد سماع طلقة صيد
واحدة على تماس مع حدودها فما بالك بحرب.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء