شكرا الخارجية الإسبانية على الغباء


ارتكبت الخارجية الإسبانية، بتعاونها مع خطة الاحتلال المغربي الرامية إلى زرع الخوف، خطأ جعلها تعض اصابعها ندماً وجعل الشعب الصحراوي يلحس أصابعه نِعماً. ماذا ربح الشعب الصحراوي من غباء الخارجية الاسبانية المتامرة؟ ربح على محورين: الأول أن القضية كانت جامدة، هامدة وساكنة في الداخل الإسباني، ولم يكن أحد يهتم بها، وتمت تسميتها بالقضية المنسية وتمسية الشعب الصحراوي بالشعب المُتخلى عنه الذي تآمر عليه العالم. فما أن حذرت الخارجية الإسبانية رعاياها بعدم السفر الى المخيمات الصحراوية والى مؤتمر التفاريتي حتى استيقظ كل الإسبان الذين كانوا يكنون الاحترام والتقدير في قلوبهم للشعب الصحراوي، وقرروا الذهاب الى المخيمات متحدِّين التهديد المغربي. وليس هذا فقط، فالقضية الصحراوية التي لم يتكلم عنها الاعلام الاسباني منذ زمن فتح قنواته للحدث ووضع سفر العائلات الإسبانية إلى المخيمات الصامدة في افتتاحياته. وليس فقط الدعم المعنوي للقضية هو الذي ارتفع منسوبه لكن أيضا الدعم المادي. لقد قرر الإسبان في الكثير من المقاطعات البدء في جمع التبرعات المادية للشعب الصحراوي. على مستوى المخيمات أظهر الشعب الصحراوي الصامد، مثلما كان يفعل دائما في المناسبات الكبيرة، انه في مستوى الحدث وعلى درجة عالية من ربح التحديات. قرر استقبال ضيوفه الذين تحدوا الخوف استقبالا استعراضيا احتفاليا رائعا جعلهم يحسون بالدفء والأمان. فالشعب الصحراوي في المخيمات الذي بدأ، في الآونة الأخيرة، يشكو من مخاوف بشأن انعدام الأمن، تحول فجأة، كله، الى قوة امنية للحفاظ على راحة أصدقائه الذين تحدوا الخوف. ففي المخيمات اين تسكن العائلات والضيوف الإسبان تحول الجميع الى رجال امن ساهرين، وجاء الأصدقاء والجيران ليشاركوا في الحماية، وأصبحت فرق الأمن الشعبي المكونة تلقائيا من الشبان والنساء تراقب الأمن 24 ساعة. كل الشعب الصحراوي استيقظ فجأة ليتحول الى رجال امن ساهرين على حماية الضيوف. ان تجند الصحراويين كلهم وتحولهم الى رجال أمن ليس بسبب انه لا يوجد هناك امن، او ان هناك تخوف جدي، لكن فقط لإظهار للحكومة الإسبانية وربيبتها المغربية ان الشعب الصحراوي يعرف كيف يربح التحدي ويربح المحطات الكبيرة. شكرا الخارجية الاسبانية على الغباء.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء