الولايات المتحدة الأمريكية " وعدم تغيير الموقف".

 


من غير المفهوم، إطلاقا، تهليل بعضنا، بحماسة، لتغريدة كاتب الدولة للخارجية الأمريكية بعد تعيين دي مستورا، مبعوثا شخصيا للأمين العام. تقول التغريدة:"  أرحب بإعلان المبعوث الشخصي الجديد للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا. تدعم الولايات المتحدة بالكامل العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية لتعزيز مستقبل سلمي ومزدهر لشعوب المنطقة".

كلام فارغ ومكرر  ولا يعني أي شيء ويمكن وصف ما بين سطوره أنه فضفاض ولا يوجد فيه ما يطمئن الصدور أو يشير إلى الاستحسان. ننتقل إلى تصريح نيد برايس يوم ٨ أكتوبر، والذي يعتبر تكملة ذكية وسياسية لتغريدة بلينكن. قال نيد برايس:" ندعم بنشاط جهود المبعوث الشخصي() لتعزيز مستقبل سلمي ومزدهر في الصحراء الغربية والمنطقة() وسندعم عملية سياسية ذات مصداقية لتحقيق الاستقرار ووقف أي أعمال عدائية()". وبخصوص الموقف قال: لا يوجد أي جديد نعلنه."

تحليل هذه التصريحات لا يمكن استنتاج منها ما عدا ما يلي:

- تتقاطع تغريدة بلينكن وتصريح نيد برايس في ما يلي: خلق ازدهار في المنطقة وتوفير جو السلم  للتنمية. هذا يعني، بكل بساطة، أن هناك توجه خطير لازالت ملامحه لم تتضح، يمكن ان يعتمد على استنزاف الصحراويين بالإغراءات. اذا قمنا بتحليل مجمل التصريحات والمواقف الأمريكية يمكن أن نصل إلى النتيجة التالية: 

- الولايات المتحدة الأمريكية هي التي فرضت تعيين دي مستورا لتستعيد زمام التحكم في القضية عن طريق الأمم المتحدة، بعد أن فقدتها بعد تغريدة ترامب.

- الولايات المتحدة، فيما يخص قضية الصحراء الغربية، تتبع الآن للاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة، التي تعتبر مصالح المغرب مضمونة فيها. 

- كل تصريحات المسؤولين الأمريكان  هي مخادعة، وخالية من ذِكر القانون الدولي وتقرير المصير وتصفية الاستعمار، وهذا أمر خطير. 

- كل تصريحاتهم تذهب في اتجاه حل سياسي، وكما نعرف كل الحلول السياسية هي قفز على الشرعية الدولية واستبدال تقرير المصير بحل سياسي، وبالتالي هي في صالح المغرب. 

- في تصريح الناطق الرسمي، نيد برايس، المكمل لتغريدة بلينكن نجد عبارة خطيرة:" سندعم عملية سياسية ذات مصداقية لتحقيق الاستقرار ووقف أي أعمال عدائية." الأعمال العدائية التي يعني هي الحرب، التي نقول نحن أن إيقافها خارج النقاش وخارج التفاوض، ولن يحدث إلا على جثثنا.

نذهب الى العبارة المخادعة- لا جديد نعلنه- التي يكررها دبلوماسيو إدارة بايدن كلما تم احراجهم بالسؤال حول موقفهم من تغريدة ترامب. هذه العبارة- لا جديد نعلنه- هي خدعة تثلج صدر الطرفين، وكل طرف يفسرها أنها لصالحه. (لا جديد نعلنه) يفسرها الصحراويون أنها رفض واضح من إدارة بايدن لتأكيد تغريدة ترامب، ويفسرها المغاربة أن إدارة بايدن لم تغير موقفها من تغريدة ترامب. النتيجة أن التهليل للموقف الأمريكي الجديد هو تهليل للذهاب الى الهاوية. اذن، كعب اخيل في العملية برمتها هي الحرب ولو بالحجارة، لأنه لا الامريكان ولا الإسرائيليين ولا المغرب يتحملون سماع كلمة الحرب فما بالك بمواجهتها. الدرس الثاني الذي تعلمناه، أو تعلمه بعضنا، هو أن الذهاب في متاهة الأمم المتحدة هو الهزيمة البطيئة. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه  


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء