في بوجدور تحرك المخزن وبدأ
يعد الترتيبات، لكن الملك قرر أن يبدأ من العيون.. كانت زيارة فاشلة على مستوى أمني،
لإنه لا يعقل أن يقوم ملك ومخزنه بخداع بعضهما الآخر.. فخداع الملك لمخزنه في تلك
الزيارة كان يراد منه خداع الصحراويين الذين يمكن أن يعرقلوا الزيارة مثلما فعلوا
في السمارة عندما هرب منها الملك بحجة عاصفة رملية..
وظن الجميع أن الملك سيأتي لهم بشيئ جديد مثل التنمية، لكن زيارته تلك
لم تتمخض عن أي شيء ما عدا تدشين شبكة الصرف الصحي في العيون وبوجدور.. وشبكة
الصرف الصحي هي بالوعات القاذورات(لخراريج) التي تجري فيها النفايات الجسدية
للبشر..
في العالم، كله، حتى في الغابات لا يوجد رئيس بلدية ولا والي ولا تالي
يقوم بتدشين بالوعات الصرف الصحي، وهذه الأعمال هي أعمال تافهة وتتبع للبناء، وبالتالي
فتدشينها من طرف رئيس بلدية يعتبر مسخرة ومدعاة للضحك.. فقط في المغرب يقوم ملك "البلاد
والعباد" بتدشين مجاري الصرف الصحي، وهو التدشين الذي تم صرف عليه من
الدولارات ما يكفي لبناء مدينة بكاملها.. فالإشاعات التي كانت تروج في المدينة هي
أن الملك سيعطي إشارة الانطلاق لتدشين جامعة في العيون ومستشفيات، لكن الذي حدث في
آخر لحظة، أثار سخرية الصحراويين الذين يعرفون جيدا ان المخزن وملكه يكذبون.. لم
تتم إعطاء إشارة الانطلاق لجامعة ولا لجامع إنما إشارة الأنطلاق لمشروع الصرف
الصحي.. الذين شاركوا من الصحراويين مرغمين في حفل التدشين كانوا يضعون أصابعهم
على مناخرهم حينما كان العاهل يدشن مجاري الصرف الصحي..
الآن في هذه الزيارة سنة 2015 ماذا سيدشن الملك؟ يقولون انه سيعطي
إشارة الانطلاق لحملة تنمية في المدن المحتلة، لكن كل ذلك سيكون مجرد خطاب
وتصفيقات وبعدها ستعود العيون إلى الفقر واتخلف الذي ترزح تحت وطأته منذ أربعين
سنة..
وسيكتب التاريخ لمملكة المخزن أنها على مدى أربعين سنة من الاحتلال
للمدن الصحراوية كان أكبر إنجاز دشنته هو مجاري الصرف الصحي ودشنها الملك بنفسه..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء