رغم كل ما كان يجري على الأرض من عراقيل
تقف أمام تطبيق الحكم الذاتيمثل رفض البوليساريو التفاوض بشأنه ونكران الصحراويين
في المدن المحتلة له، ونصح السفارة الأمريكية بالرباط التخلي عن التصريح بدعمه،
لكن إدارة بوش المتعجرفة مضت إلى الأمام. فحسب وثيقة للسفارة الأمريكية في باريس
بتاريخ 11 ابريل 2007م، تحت رقم 07paris1456_a فإن السفارة
الأمريكية في فرنسا أتصلت مع بالخارجية الفرنسية لتعرض عليها مسعاها بشأن دعم
مفاوضات بين المغرب والبوليساريو بدون شروط. وحسب التقرير فإن موظفي السفارة
الفرنسية طلبوا توضيحات حول طلب الولايات المتحدة لمفاوضات مباشرة بين المغرب
والبوليساريو بدون شروط، خاصة أنهم – الموظفون الفرنسيون- يتعجبون لإن البوليساريو
يمكن أن تستغل فرصة فرضية" بدون شروط" لتتخلص من محادثات مفصلة حول مخطط
المغرب للحكم الذاتي.. "إن الخطر يقول الفرنسيون للسفير الأمريكي بباريس- حسب
التقرير- يكمن في أن البوليساريو يمكن أن تقول نعم لمفاوضات بدون شروط، لكن حين
يحاول المغرب إدراج مخططه للحكم الذاتي في المفاوضات ستقول البوليساريو أنها هي،
أيضا، ستدرج مخطط بيكر في التفاوض.." ويواصل الفرنسيون حسب التقرير قولهم
أنهم يتعجبون كيف ان الولايات المتحدة تريد تائيد الحكم الذاتي في حين أن
المفاوضات يمكن أن لا تأتي بنتيجة، لهذا يقترحون أن يقوم بالمفاوضات بلد محايد..
ومع ذلك فالفرنسيون هم متفقون مع الولايات المتحدة فيما تسعى إليه، وان الخارجية
الفرنسية ستراسل الولايات المتحدة بشأن التكيتيك الذي سيتم اتباعه بشأن ما سيتم
القيام به في الأمم المتحدة بخصوص التجديد للمينورسو، وأكدوا للسفير الأمريكي ان
بعثتهم بالأمم المتحدة ستنصح بان كي مون أن لا يؤيد مباشرة الحكم الذاتي، وأن الذي
عليه القيام بذلك هي الولايات المتحدة..
وتختتم السفارة الأمريكية تقريرها
باستنتاجات منها أن فرنسا تفضل أن يكون مخطط الحكم الذاتي هو قاعدة المفاوضات بين
المغرب والبوليساريو، وأنها مع تمديد بعثة المينورصو، ومن المستحسن بالنسبة لها أن
تواصل الولايات المتحدة عملها في مسعاها في هذا الصدد..
من التقرير نستنتج أن الولايات المتحدة،
بذهابها لفرنسا كي تدعم مسعاها في مفاوضات بين المغرب والبوليساريو تحت إشرافها
كانت تظن أنها فعلا تستطيع أن قوم بذلك، وأن دعم فرنسا لها يعني أن القضية منتهية،
لكن يبدو أنها أخطأت.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء