لا يوجد عند سعداني زلزال يخفيه في جيبه ليخرج به الشعب الجزائري إلى الشارع

Resultado de imagen de ‫علم الجزائر الصحراء‬‎أظن أن بعض الذين تابعوا تصريح المسئول الجزائري سعداني على تلفزيونالنهار، والذي قال فيه أنه حين يتكلم عن "قضية الصحراء الغربية فإنه سيجعل الناس تخرج إلى الشارع"، هو تصريح مهلهل قد يكون جاء في سياق تصريحاته الكثيرة التي أدلى سابقا في عدة قضايا، لكن حين يصل وقت الجد يتنازل عنها، أو لا يجد ما يدافع به عنها..
لا يوجد في جيب سعداني ولا عند أي أحد في الجزائر زلزالا سيحرك به الأرض والبنايات فوق رؤس الجزائريين ليجعلهم يخرجون إلى الشارع ويتظاهرون بسبب قضية الصحراء الغربية.. لنذهب إلى أبعد ما يمكن أن يخطر على أذهاننا مما نظن أن سعداني يعرفه ولا يعرفه الشعب الجزائري. ما هو يأترى؟ لا شيء على الإطلاق. فتعاملات الجزائر مع قضية الصحراء الغربية، ومع الشعب الصحراوي هي من أكثر القضايا التي تتعامل فيها الحكومة الجزائرية فيها بالشفافية، إذن ما الذي سيخفي سعداني؟ مرة اخرى لا شيء، وسيأتي اليوم الذي لا يقول فيه سعداني، إذا نطق، وهذا صعب، أي شيء جديد.. تعامل الجزائر مع قضية الصحراء الغربية هو مثل تعاملها مع قضية فلسطين، ومع كل القضايا التحررية في العالم.
ما تقوله الحكومة الجزائرية منذ عهد بومدين إلى بوتفليقة هي دائما نفسه، وهو كل الحقيقة:
-          الجزائر تساند قضية الصحراء الغربية لإنها قضية تحرير وقضية تقرير مصير شرعية تحظى بأعتراف الأمم المتحدة والقانون الدولي ومحكمة العدل الدولية.
-          الجزائر تدعم قضية الصحراء الغربية مثلما تدعم فلسطين، وبكل تأكيد فإن الدعم الذي توجهه الجزائر ماديا وسياسيا للقضية الفلسطينية هو أكثر بكثير من الدعم الذي توجهه للقضية الصحراوية.
-          الجزائر تربطها علاقات صداقة مع الصحراء الغربية، ومثلما يحدث في كل بلدان العالم التي بينها صداقة عميقة، هناك تشاور مشترك في كل شيء بداية من السياسة إلى الأجتماع. صداقة الجزائر وروابطها المشتركة مع الصحراء الغربية ودعمها هو أقل بكثير من دعم فرنسا المغرب، والفرق واضح وهو أن الجزائر ليس لديها فيتو وفرنسا لديها فيتو ترفعه دائما لمساندة المغرب.
-          بالنسبة للدعم المادي، الجزائر تدعم الصحراويين ماديا، لكن في نفس الوقت تدعم الكثير من الدول الفقيرة في العالم.
-          دولة الصحراء الغربية تربطها معاهدات مع الجمهورية الجزائرية بخصوص قرض الأموال والدعم، وفي حالة الاستقلال ستتم إعادة الأموال الجزائرية إلى الدولة الجزائرية، وطبعا الجزائر تستلف للكثير من الدول وفرنسا واحدة من هذه الدول التي تستلف من الجزائر..    
-          الجزائر لا تخفي عن شعبها أي شيء وتعترف أنها تدعم قضية العشب الصحراوي في الأمم المتحدة وفي إفريقيا.
وإذا خرجنا من مدار ما تقوم به الجزائر لدعم الشعوب الثورية المدافعة عن استقلالها، وخرجنا من مدار المبادئ ودخلنا إلى مدار ما هو نفعي، يجب أن لا نحرم الجزائر من حقها في الدفاع عن مصالحها. الجزائر هي بلد مثل كل البلدان ولها مصالح تدافع عنها، ومن بين هذه المصالح الأمن القومي..
وحتى لو كانت قضية الصحراء الغربية قضية غير عادلة، كان على الجزائر أن تدافع عنها إذا كان دفاعها عنها سيحمي مصالحها القومية وأمنها القومي.. بكل تأكيد، وهذا يعرفه المغرب ويعرفه الجميع ويعرفه سعيداني، أن أمن الجزائر القومي مهدد إذا استولى المغرب على الصحراء الغربية.. فالمغرب لا يفتأ أن يهدد الجزائر ويحاول أن يفرض مطالب وهمية في ترابها، وفي حالة استحواذه على الصحراء الغربية سيكون هناك تهديد مباشر في اليوم الموالي للجزائر ولأمنها.

إذن، في الأخير ما الذي يخفيه سعيداني إذا لم يكن الكلام العادي الذي لن يخرج أحدا من بيته إلى الشارع ولا إلى الباحة. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء